وَعَليلَةِ اللَّحَظاتِ يَشْكو قُرْطها
بُعْدَ المَسافَةِ مِنْ مَناطِ عُقُودِها
حَكَتِ الغَزالَةَ وَالغَزالَ بِبُعْدِها
وَبِصَدِّها وَبِوَجْهها وَبِجيدِها
فَمنالُ تِلكَ إِذا نَأَتْ كَوِصالِها
وَنِفارُ ذاكَ وَإِنْ دَنَتْ كَصُدودِها
هِي في الفُؤادِ وَفيهِ نيرانُ الهَوى
فَبِمَدْمَعَيَّ تَلوذُ عِنْدَ وَقُودِها
وَإِذا شَكَوْتُ نَسَبْتُ في شِعْري بِها
شَكْوى الحَمامِ تَنوحُ في تَغْريدِها
عَرَضَتْ لَنا تَخْتالُ بَيْنَ كَواعِبٍ
وَالرَّوْضُ يُذْهِلُ حُورَها عن غِيْدِها
إِذْ شَقَّ أَرْدِيَةَ الشَّقيقِ بِهِ الحيا
فَحَكيْنَهُ بِقلوبِها وَخُدُودِها