خَليليّ هَلا ذُدْتُما عن أَخيكما
أَذَى اللَّوْمِ إِذْ جانَبْتُما ما يَسُرُّهُ
أَلَمْ تَعْلما أَنِّي على الخَطْبِ إِنْ عَرا
صَبورٌ إِذا ما عاجِزٌ عِيلَ صَبْرُهُ
تُعَيِّرُني بِنْتُ المُعاوِيِّ أَنْ أُرَى
على عَجُزِ الأَمْرِ الذِي فَاتَ صَدْرُهُ
وَقَدْ جَهِلَتْ أنِّي أَسُورُ إِلى العُلا
وَيَعْيَى بِها مَنْ لَمْ يُساعِدْهُ دَهْرُهُ
وَأَجْشَمُ ما يُوهِي القُوى في طِلابِها
وَسِيَّانَ عِندي حُلْوُ عَيْشٍ وَمُرُّهُ
فَلا عِزَّ حَتّى يَحْمِلَ المَرْءُ نَفْسَهُ
على خُطَّةٍ يَبْقَى بِها الدَّهْرَ ذِكْرُهُ
وَيَغْشَى غِماراً يُتَّقَى دُونَها الرَّدَى
فَإِنْ هُوَ أَوْدَى قيلَ للهِ دَرُّهُ
وَمَنْ يَتَّخِذْ ظَهْرَ الوَجِيهيِّ في الوَغَى
مَقيلاً فَبَطْنُ المَضْرَحِيَّةِ قَبْرُهُ
وَلا بُدَّ لي مِنْ وَثْبَةٍ أُمَوِيَّةٍ
بِحيْثُ العجاجُ اللَّيْلُ وَالسَّيْفُ فَجْرُهُ
إِذا ما بَكَى في مَأْزِقِ الحَرْبِ صارِمِي
دَماً أَوْ سِنانِي ضاحَكَ الذِئْبَ نَسْرُهُ