وَمُرْتَبَعٍ لُذْنا بِأَذْيالِ دَوْحِهِ
مِنَ الحَرِّ وَالبَيْضاءُ شُبَّتْ لَظاتُها
وَظَلَّتْ تُناجينا صَباً مَشْرِقِيَّةٌ
تُزيلُ تَباريحَ الجَوى نَسَماتُها
وَلِلطَّيْرِ أَسْرابٌ تَناغَى بِأَلْسُنٍ
على عَذَبِ الأَغْصانِ شَتَّى لُغاتُها
فَتِلْكَ قُدودٌ مِنْ قِيانٍ لِهذِهِ
عَلَيها إِذا ما غَرَّدَتْ نَغَماتُها
وَمِمَّا شَجاني بَعْد وُرْقٍ تَجاوَبَتْ
مُطَوَّقَةٌ تُطْلَى بِوَرْسٍ سَراتُها
وَتَبْكي بِعَيْنٍ لا تَجُودُ بِعَبْرَةٍ
وَأَبْكِي بِعَيْنٍ جَمَّةٍ عَبَراتُها
وَلَولا الهَوى لَمْ أُرْعِها سَمْعَ آلِفٍ
صَليلَ السُّرَيْجِيّاِت حُمْراً ظُباتُها
وَلا مَلَكَتْ ظَمْياءُ نَفْساً أَبِيَّةً
قَليلٌ إِلى دارِ الهَوانِ الْتِفاتُها
بِها تَقْصُرُ الأَعْمَارُ في حَوْمَةِ الوَغى
وَتَهْوَى المَعالي أَنْ تَطُولَ حَياتُها