هل الوجد إلا لوعة أعقبت أسى

التفعيلة : البحر الطويل

هَلِ الوَجدُ إِلّا لَوعَةٌ أَعقَبَت أَسىً

فَبالجِسمِ مِنها نَهكَةٌ وَنُحولُ

أَوِ الشَّوقُ إِلّا أَن تَرى مَن تُحِبُّهُ

قَريباً وَلا يُرجى إِلَيهِ وصُولُ

فَما لَكَ إِن أَهدَيتَ يَوماً تَحيَّةً

إِلَيهِ سِوى البَرقِ اللَموعِ رَسولُ

هَوىً دونَهُ مِن عامِرٍ ذو حَفيظَةٍ

يَصولُ فَتُروَى بِالنَّجيعِ نُصولُ

ذَكَرتُكَ يا ظَبيَ الصَّريمِ وَلِلدُّجى

عَلَيَّ سُدولٌ وَالدُّموعُ هُمُولُ

أَراكَ بِقَلبي وَالمَهامِهُ بَينَنا

وَفي اللَيلِ مُذ شَطَّ النَّوى بِكَ طولُ

كَأَنَّكَ وَالحَيَّ الَّذينَ تَدَيَّروا

ضَريَّةَ عِندي في الفُؤادِ نُزولُ

أُراعِي نُجومَ اللَيلِ وَهْيَ طوالِعٌ

إِلى أَن يُضيءَ الفَجرُ وَهيَ أُفولُ

جَنَحنَ حَيارى لِلمَغيبِ كَأَنَّها

نَواظِرُ مَسَّتْها الكَلالَةُ حُولُ

وَلَولاكَ لَم يَعبَثْ بِطَرْفي سُهادُهُ

وَلا خاضَ سَمعي بالمَلامِ عَذولُ

أَتَذكُرُ أَيّاماً مَضَينَ بِذي الغَضَى

سَقاهُنَّ رَجَّافُ العَشيِّ هَطولُ

إِذِ العَيشُ غَضٌّ وَالشَبابُ بِمائِهِ

وَفي حَدَثانِ الدَّهرِ عَنكَ غُفولُ

وَنَحنُ بِرَبعٍ لَم تَطأْهُ نوائِبٌ

وَلا اِنسَحَبَتْ لِلرِّيحِ فيهِ ذُيولُ

تُباكِرُ عُوداً مِن بَشامٍ تَعُلُّهُ

بِفيكَ وَما لاحَ الصَباحُ شَمولُ

إِذا هُوَ لَم يورِقْ وَقَدْ ذاقَ طَعمَهُ

فَمِن عَجَبٍ أَن يَعتَريهِ ذُبولُ

شَغَلتُ قَريضي بالنَّسيبِ فَأَصبَحَتْ

شَوارِدُهُ في الخافِقَيْنِ تَجولُ

تُغَنّى بِهِ سَفْرٌ وَتُطْرَى كَواعِبٌ

وَتُبكى رُسومٌ رَثَّةٌ وَطُلولُ

وَكُنتُ أَقولُ الشِّعرَ فيهِ تَكَلُّفاً

فَعَلَّمَني حُبّيكَ كَيفَ أَقولُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

عذلت هذيما حين صد عن الحمى

المنشور التالي

وهيفاء لا أصغي إلى من يلومني

اقرأ أيضاً

عفا ممن عهدت به حفير

عَفا مِمَّن عَهِدتَ بِهِ حَفيرُ فَأَجبالُ السَيالِيَ فَالعَويرُ فَشاماتٌ فَذاتُ الرِمثِ قَفرٌ عَفاها بَعدَنا قَطرٌ وَمورُ مُلِحُّ القَطرِ…

قولا لعباس لكي يدري

قولا لِعَبّاسٍ لِكَي يَدري لِغُلامِ عَكٍّ قُدوَةِ المِصرِ فيمَ الكِتابُ إِلَيَّ تُخبِرُني بِسَلامَةٍ في البَطنِ وَالظَهرِ وَبِحُسنِ صُنعِ…