لَعَمْرُ أَبي وَهْوَ ابْنُ مَنْ تَعْرِفونَهُ
لقَدْ ذَلَّ عِرْضٌ لَمْ يَصُنْهُ إِباءُ
أَيَقْتَادُني نَحْوَ الدَّنِيَّةِ مَطْمَعٌ
عَلَيَّ إِذاً إِنْ لَمْ أَذَرْهُ عَفَاءُ
لَوَتْ طَرَفَيْ حَبْلي عَنِ الذُّلِّ هِمَّةٌ
لَها بِمَناطِ الشِّعْرَيَيْنِ ثَواءُ
وَحَيٌّ إِذا الأَنْسابُ أَظْلَمَ لَيْلُها
تَبَلَّجَ عَنهمْ صُبْحُها فَأَضاؤوا
نَمانِيَ مِنْهُمْ كُلُّ أَبْيَضَ ماجِدٍ
على صَفْحَتَيْهِ بَهْجَةٌ وَحَياءُ
أَغَرُّ كَماءِ المُزْنِ أُخْلِصَ نَجْرُهُ
وَلَمْ يتَوَّركْ والِدَيْهِ إِماءُ
يَخوضُ إِذَا ما الحَرْبُ بَزَّتْ قِناعَها
حِياضَ الرَّدى وَالمَشْرَفِيُّ رِداءُ
وَيَعْتادُهُ عِنْدَ الندى أَرْيَحِيَّةٌ
كَما هَزَّ أَعْطافَ الخَليعِ طِلاءُ
وَيَرْوَى إِذا ما أَمْكَنَ الوِرْدُ جارُنا
وَأذْوادُنا صُعْرُ الخُدودِ ظِماءُ
وَيَحْلُبُ فينا العَيْشَ وُسْعَ إِنائِهِ
وَيُرْضِعُهُ دَرَّ النَّعيمِ ثَراءُ
وَيَرْعَى حِمانَا مُطْمَئِناً جَنانُهُ
لَهُ مِنْ ظُبا أَسْيافِنا خُفَراءُ
وَنَحْنُ إِلى الدّاعِي سِراعٌ وفي الخَنى
يَهُزُّ مَقاريفَ الرِّجالِ بِطاءُ
فَما سَكَّنَتْنا لِلْهوانِ خَصاصَةٌ
وَلا حَرَّكَتْنا في الغِنى خُيَلاءُ