دع العبرات تنهمر انهمارا

التفعيلة : البحر الوافر

دَعِ العَبراتِ تَنهَمِرُ اِنهِمارا

وَنارَ الوَجدِ تَستَعِرُ اِستِعارا

أَتُطفَأُ حَسرَتي وَتَقَرُّ عَيني

وَلَم أوقِد مَعَ الغازينَ نارا

رَأَيتُ الصَبرَ أَبعَدَ مايُرَجّى

إِذا ما الجَيشُ بِالغازينَ سارا

وَأَعدَدتُ الكَتائِبَ مُعلَماتٍ

تُنادي كُلَّ آنٍ بي سَعارا

وَقَد ثَقَّفتُ لِلهَيجاءِ رُمحي

وَأَضمَرتُ المَهاري وَالمِهارا

وَكانَ إِذا دَعانا الأَمرُ حَفَّت

بِنا الفِتيانُ تَبتَدِرُ اِبتِدارا

بِخَيلٍ لاتُعانِدُ مَن عَلَيها

وَقَومٍ لايَرونَ المَوتَ عارا

وَراءَ القافِلينَ بِكُلِّ أَرضٍ

وَأَوَّلُ مَن يُغيرُ إِذا أَغارا

سَتَذكُرُني إِذا طَرَدَت رِجالٌ

دَقَقتُ الرُمحَ بَينَهُمُ مِرارا

وَأَرضٌ كُنتُ أَملَؤُها خُيولاً

وَجَوٌّ كُنتُ أُرهِجُهُ غُبارا

لَعَلَّ اللَهَ يُعقِبُني صَلاحاً

قَويماً أَو يُقيلُني العِثارا

فَأَشفي مِن طِعانِ الخَيلِ صَدراً

وَأُدرِكُ مِن صُروفِ الدَهرِ ثارا

أَقَمتُ عَلى الأَميرِ وَكُنتُ مِمَّن

يَعُزُّ عَلَيهِ فُرقَتُهُ اِختِيارا

إِذا سارَ الأَميرُ فَلا هُدوءٌ

لِنَفسي أَو يَأوبُ وَلا قَرارا

أُكابِدُ بَعدَهُ هَمّاً وَغَمّاً

وَنَوماً لا أَلَذُّ بِهِ غِرارا

وَكُنتُ بِهِ أَشَدَّ ذَوِيِّ بَطشاً

وَأَبعَدَهُم إِذا رَكِبوا مَغارا

أَشُقُّ وَراءَهُ الجَيشَ المُعَبّا

وَأَخرُقُ بَعدَهُ الرَهَجَ المُثارا

إِذا بَقِيَ الأَميرُ قَريرَ عَينٍ

فَدَيناهُ اِختِياراً لا اِضطِرارا

أَبٌ بَرٌّ وَمَولىً وَاِبنُ عَمٍّ

وَمُستَنَدٌ إِذا ما الخَطبُ جارا

يَمُدُّ عَلى أَكابِرِنا جَناحاً

وَيَكفُلُ في مَواطِنِنا الصِغارا

أَراني اللَهُ طَلعَتُهُ سَريعاً

وَأَصحَبَهُ السَلامَةَ حَيثُ سارا

وَبَلَّغَهُ أَمانِيَهُ جَميعاً

وَكانَ لَهُ مِنَ الحَدَثانِ جارا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

بكيت فلما لم أر الدمع نافعي

المنشور التالي

جنى جان وأنت عليه حان

اقرأ أيضاً

لا مفر

أطبق كفيه على موشي أنشب فكيه براشيل لم يتهيب لم يتردد قتل الأثنين علانية وكأن الواقع تمثيل وكأن…