سقيا لبغداد وأيامها

التفعيلة : البحر السريع

سَقياً لِبَغدادَ وَأَيّامِها

إِذ دَهرُنا نَطويهِ بِالقَصفِ

مَع فِتيَةٍ مِثلَ نُجومِ الدُجى

لَم يَطبَعوا يَوماً عَلى خَسفِ

تيجانُهُم حِلمٌ إِذا ما سُقوا

قَد فُصِّصَت بِالجودِ وَالظُرفِ

وَمُدَّ مِن أَبصارِهِم أَشمُسٌ

تَقصُرُ عَنها غايَةُ الوَصفِ

يَسقيهُمُ ذو وَفرَةٍ أَحوَرٌ

يُسيلُ صُدغاً فاتِرُ الطَرفِ

يُكَسِّرُ الراءَ وَتَكسيرُها

يَدعو إِلى السُقمِ مَعَ الحَتفِ

إِن رامَ إِعجالاً أَبى رَدفُهُ

أَو رامَ عَطفاً جُرَّ لِلعَطفِ

يَسقيهُمُ حَمراءَ ياقوتَةٌ

تُسرِجُ في الكَأسِ وَفي الكَفِّ

يَسقيهُمُ مَمزوجَةً تارَةً

وَتارَةً يَسقي مِنَ الصِرفِ

حَتّى رَماهُ السُكرُ في طَرفِهِ

فَباحَ مِن سُكرٍ بِما يُخفي

ثُمَّ تَغَنّى طَرَباً عِندَهُم

وَهوَ مِنَ القَومِ عَلى خَوفِ

ما أَولَعَ العَينَينِ بِالوَكفِ

إِذا تَنَحَّت غُرَّةُ الأَنفِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

إذا مضى من رمضان النصف

المنشور التالي

خبر طرفي بالذي أخفي

اقرأ أيضاً

رقاص !

يَخفِـقُ ” الرقّاصُ ” صُبحـاً وَمسـاءْ . ويَظـنُّ البُسَطـاءْ أَنّـهُ يَرقصُ ! لا يا هـؤلاءْ . هـوَ مشنوقٌ…