راحت نضار فلا عيش يلذ لنا

التفعيلة : البحر البسيط

راحَت نُضارُ فَلا عَيشٌ يَلَذُ لَنا

وَخَلَّفت بِفُؤادي الهمَّ وَالحزنا

فَما عَرَت مُهجَتي حالٌ تسرُّ بِها

وَلا رَأَت مُقلَتي مِن بَعدِها حَسَنا

كانَت نضارُ لَنا رُوحا نَعيشُ بِها

فَتُنعِشُ الأَشرفينِ العَين وَالأُذُنا

فَالسَمعُ مِن لَفظِها للدُرِّ مُلتَقطٌ

وَالطَرفُ مِن لَحظِها بِالحُسنِ قَد فُتِنا

ذاتُ اِرتياحٍ إِلى القُرآنِ تَسرُدُهُ

طَوراً وَتَسرُدُ طَوراً بَعدَها السُنَنا

وَذاتُ بِرٍّ لِذي فَقرٍ وَمَسكَنةٍ

تَبرُّهُ خِلسَةً لا تَرقبُ العَلَنا

يَفدِي نُضيرَةَ أَترابٌ لَهُنَّ هَوىً

بِزينَةٍ وَارتياحٍ ههُنا وَهنا

وَهمُّها هِيَ في أَجرٍ تحصِّلُه

وَفي عُلومٍ تُزَكّي كُلَّ مَن زَكنا

فقهٍ وَنحوٍ وَتَأريخٍ وَمَعرِفَةٍ

وَلَحظِ فكرٍ إِلى نيلِ العُلومِ رَنا

قَد نَوَّرَ اللَهُ بِالتَقوى بَصيرَتَها

فَلَم يضيّع لَها في غَيرِها الزَمَنا

حَجَّت وَزارَت رَسولَ اللَهِ ثُمَ أَتَت

لِمصرَ قَد أَحرَزَت أَجراً وَحُسنَ ثَنا

فَصيحةٌ ثَقَّفَت بِالنَحوِ مَنطِقَها

فَلَن تَرى فيهِ لا لَحنا وَلا لَكنا

تُجيلَ طَرفَ يَراعٍ بِالأَنامِلِ في

مَيدانِ طُرسٍ مُطيعاً لَم يَكُن حَرنا

يَمشي عَلى رَأسِهِ في الطُرسِ مَبتدأً

فَإِن جَرى جَذَبَت مِن رَأسِهِ الرَسَنا

يَنحَطُّ أَعلاهُ إِذ يَسمو بِأَسفَلِهِ

فعلُ الزَمانِ بِنا أَقبِح بِهِ زَمَنا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

سكرت ولكن منك بالمقلة النشوى

المنشور التالي

خرجن يوم منى وبالنقا برزن

اقرأ أيضاً