تذكر بعدا من نضار فما صبر

التفعيلة : البحر الطويل

تَذكَّرَ بُعداً مِن نُضار فَما صَبر

حَليفُ أَسىً رامَ السُلُوَّ فَما قَدَر

فَأَضرَمَ ناراً في الحَشا قَد تَسعَّرَت

وَأَمطَرَ شُؤبوبُ المَدامعِ كَالمَطَر

نضارُ لَقَد أَسقَيتِني كأسَ لَوعَةٍ

هِيَ الصبرُ المَكروه أَو طَعمُها أَمَر

نضارُ لَقَد خَلَّفتني ذا مَصائِبٍ

إِذا شَرَعَت تَنأى تَداعَت لَها أُخَر

نضارُ اِعلَمِي أَنّي بِقَلبي وَقالِبي

لَدَيكِ مُقيماً لا يَقُرُّ لِيَ السَفَر

وَأَتلُو كِتابَ اللَهِ سِرّاً وَجَهرَةً

عَلَيكِ وَأَدعُو بِالأَصائِلِ وَالبُكَر

وَأَبكيكِ ما إِن دامَ بِالجِسمِ روحُهُ

وَما لاحِقِي يَوماً مَلالٌ وَلا ضَجَر

وَلَستُ كَمَن بَكّى حَبيبَيهِ حِقبَةً

فَقالَ وَقَد مَلَّ البُكا مِنهُ وَالسَهَر

إِلى الحَولِ ثُمَ اسمُ السَلامِ عَلَيكُما

وَمَن يَبكِ حَولاً كامِلاً فَقَد اِعتَذَر

وَلَكِنَّني أَبكيكِ إِذ نَلتَقي مَعاً

فَتُبصِر عَيني وَجهَكِ الزاهرَ القَمَر

وَأَحظى بِحُسنٍ مِن حَديثكِ إِنَّما

حَديثُكِ أُنسُ القَلبِ وَالسَمعِ وَالبَصَر

وَما كَنُضارٍ في البَناتِ وَما لَها

شَبيهٌ يُرى لا في البَداوَةِ وَالحَضَر

رَزينَةُ عَقلٍ لَو يُقاسُ بِمثلِها

حِجىً كانَت الياقوت قَد قِيس بِالحَجَر

وَتَلاءةٌ آيَ القُرآنِ يَزينُها

فَإِعرابُهُ زَين القِراءةِ بِالدُّرَر

وَرِاويةٌ عَن سَيِّدِ الرُسلِ ما رَوَت

ثِقاتٌ بِما قَد صح مِن مُسنَدِ الخَبَر

وَكاتِبَةٌ خَطّاً يَزينُ يَراعَها

بَراعَتُهُ فيهِ اِبتِهاجٌ لِمَن نَظَر

وَلَيسَت مِن اللآئي شُغلنَ بِزينَةٍ

فَتكحَلَ مِنها العَينُ أَو تَلبَسَ الحَبَر

وَلَكن لَها شُغلٌ بِأَجرٍ تُعِدُّهُ

لِيَوم معادٍ حينَ ينفَخُ في الصُوَر

إِغاثةُ مَلهوفٍ وَإِطعامُ جائِعٍ

وَكُسوَةُ عارٍ وَانتِفاعٌ بِلا ضَرَر

أَلا رَحِمَ الرَحمَنُ نَفساً زَكِيَّةً

لَدى العالمِ العُلويِّ كانَ لَها مَقَر


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

نداك هو البحر الخضم لآمل

المنشور التالي

من ناصري من شادن

اقرأ أيضاً

تفوق السيف والوط

تفوقُ السيف والوَطْ فاءَ فَتْكَتُهُ ونائلُهُ فأنْعُمُهُ مَواطِرُهُ وعَزْمتُهُ مَناصِلُهُ غَمامٌ بِشْرُهُ الوَضَّا حُ في النَّادي مخائلُهُ إذا…