أجنة عدن قد بدا لي حورها

التفعيلة : البحر الطويل

أَجَنَةُ عَدنٍ قَد بَدا لي حورها

أَم الخَيمَةُ الزَرقاءُ لاحَت بدُورُها

أَم المُقلَةُ الوَسنى تَزورُ حَبيبَها

فَلَمّا اِنثَنَت يَقظَى تَبيَّنَ زُورُها

فُتِنّا بِآرامٍ دَواعي صَبابَةٍ

سَواجِي لِحاظٍ قَد سَبانا فُتورُها

أَوانسَ فارَقنَ الكِناسَ فَأَصبَحَت

نَوافِرَ قَد عَزَّت عَلى مَن يَزُورُها

يُدِرنَ مِن الأَحداقِ أَقداحَ قَهوَةٍ

ثَمِلنا بِها لَكن عَدانا سُرورُها

وَيَنصُبنَ بِالأَهدابِ إِشراكَ فِتنةٍ

تَصيدُ بِها الآسادَ بادٍ زَئيرُها

وَأَسفَرنَ عَن مِثلِ الشُموسِ طَوالِعاً

بِأَعيُنِ عِينٍ عَزَّ مِنها نُفورُها

وَهَب أَنَّ أَغصانَ النَقا شِبهُ قَدِّها

فَأَنّى لَها مُرخىً عَلَيها شُعورُها

تَلَفَّعنَ في داجٍ مِن الوَحفِ سائِلٍ

إِلى كَعبِها يَنجرُّ مِنها صَغيرها

فَمَن يَسرِ خَلفاً ضَلَّ في ظُلمَةٍ وَمَن

يَسيرُ أَماماً فَهوَ يَهديهِ نورُها

وَيَبهرنَ كُلَّ النَيِّراتِ بِغُرَّةٍ

تَلألأ مِنها ضوؤُها وَسُفورُها

وَيُقعِدنَها الأَردافُ رَيّا ثَقيلَةً

فَتنهِضُها ظَمأى خِفافاً خُصورُها

وَتَجلو لآلي ثَغرِها وَتمجّها

جَنى شَهدَةٍ أَضحى الأَراك يَشورُها

أَظَبيَ الفَلا قُل لِي بِأَيَّةِ حيلَةٍ

تَحيَّلتَ حَتّى عَينها تَستَعيرها

وَيا دُرَّةَ الغَوّاصِ زِدتَ مَلاحَةً

إِلى العَين لَمّا أَشبَهتك ثُغُورُها

وَيا حقّي العاجِ الَّذي اِزدانَ حِلةً

مَتى أَمكَنَت مِن خَرطِ نهدٍ نُحُورُها

أَبى نَهدُها مِن مَسِّ وَشيٍ لِجسمِها

كَذا الرِدفُ يَأَبى مَسَّ وَشيٍ ظُهورُها

أَثَرنَ بِقَلبي لَوعَةً إِثرَ لَوعَةٍ

كَذَلِكَ حُبُّ الغانياتِ يُثِيرُها


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ولقد ذخرتك للنوائب عدة

المنشور التالي

ورابعة شتى المذاهب ضمهم

اقرأ أيضاً

ضيافة

وافى إلينا ذاتَ يـومٍ سائلُ مُستعطِفـًًا مُستجديًا يتـوَسَّلُ ويقــولُ: إني تائـــهٌ ومُشرَّدٌ قاسيتُ في التَّرحالِ ما لا يُحمَلُ…