أَرى بَصرِي قَد قلَّ إِذ صِرتُ مُبتَلىً
بِدائِرَةٍ مِنها لِوَجهي بَراقِعُ
ثَلاثَةُ أَلوانٍ فَأَبيضُ أَمهَقٌ
وَأَسودُ غِربيبٌ وَأَصفَرُ فاقِعُ
وَكُنتُ أَرى الخَطَّ الدَقيقَ إِذا بَدا
ظَلامٌ وَلَحظي باهِرُ النورِ باقِعُ
فَصِرتُ أَرى مالا أَنيسَ لِمُقلَتي
كَأَنَّ الدِيارَ الآهلاتِ بلاقِعُ
وَجرِّعتُ شَهداً يَومَ لا لي لَذةً
وَقِدماً سُقيتُ السمَ وَالسمُّ ناقِعُ
سَأَصبِرُ للأَمرِ الَّذي جاءَ ناظِري
وَأَعلمُ أَن ما قَدَّرَ اللَهُ واقِعُ
وَمَن مَزَقت أَيدي النَوائبِ حالَهُ
يَكونُ لَهُ مِن رَحمَةِ اللَهِ واقِعُ
وَمَن كانَ مَسروراً بِمَوقِعِ زلةٍ
تَكونُ لَهُ بِالسَوءِ مِنها مَواقِعُ
وَمَن لَم يُرَع يَوماً لِخَطبٍ أَصابَهُ
تُصِبهُ عَلى مَرِّ الزَمانِ مَواقِعُ
وَكُلّ خَطيب في النَوائِبِ مُفحِمٍ
وَهُم في رَخاءِ العَيشِ فُصحٌ مَساقِعُ
وَعِشرةُ هَذا الناسِ تَقضِي اِحتِمالَهُم
عَلى الغُبنِ أَو تَجري لَدَيهم فَراقِعُ