هل يلحى في حمل ما يلقى

التفعيلة : البحر الموشح

هَل يُلحى في حَملِ ما يَلقى

عُذرِيٌّ أَبدى الصِبا عُذرَه

قَد سَرَّ الحَبيبَ أَن أَشقى

وَأَنا راضٍ بِما سَرَّه

جُفوني قادَت إِلى حَيني

فَثَأري عِندَ مَن يُطلَب

دَعوني أَقتَصَّ مِن عَيني

بِسُهدٍ وَعَبرَةٍ تُسكَب

لا عَتبَ وَإِن لَوى دَيني

حَبيبي فَالشَمسُ لاتُعتَب

شَمسٌ حَلَّت أَدمُعي أُفقا

فَأَصلى شُعاعُها جَمرَه

وَبَدرٌ كَسانِيَ المَحقا

وَحازَ الكَمالَ وَالنَضرَه

خَمرِيُّ الرُضابِ وَالخَدِّ

دُرِّيُّ الكَلامِ وَالثَغرِ

نَجمِيُّ الضِياءِ وَالبُعدِ

رَوضِيُّ الجَمالِ وَالنَشرِ

سَقيمُ اللِحاظِ وَالوُدِّ

ضَعيفُ العُهودِ وَالخَصرِ

سَطا لَحظُهُ فَما أَبقى

وَضِعفُ العُيونِ ذو قُدرَه

وَأَحرى مَن جانَبَ الرِفقا

ضَعيفٌ كانَت لَهُ كَرَّه

عَبَدتُ الهَوى وَحَرَّمتُ

عَزائي فَلَستُ بِالصابِر

يا سِحرَ الجُفونِ صَدَّقتُ

إيماناً بِالسِحرِ وَالساحِر

دَعاني موسى فَآمَنتُ

بِآياتِ حُسنِهِ الباهِر

مَبعوثٌ قَد أَعجَزَ الخَلقا

بِأَخذِ النُفوسِ مِن نَضرَه

أَتانا فَجَدَّدَ العِشقا

عَلَينا وَنَحنُ في فَترَه

بِنَفسي مَن تاهَ وَاِستَكبَر

عَلى الصَبِّ إِذ دَرى أَنَّه

قَضيبٌ في النَفسِ قَد أَثمَر

وَلَكِن ثِمارُهُ فِتنَه

جَرى في رُضابِهِ كَوثَر

وَزُفَّت في خَدِّهِ الجَنَّه

إِن أَبدى مِن ثَغرِهِ بَرقا

فَدَمعي سَحابَةٌ ثَرَّه

وَأَحكي سُمَيَّهُ صَعقا

إِن مَرَّت مِن ذِكرِهِ خَطرَه

كَم قَد بِتُّ بَينَ لَيلَينِ

مِن جُنحِ الدُجى وَمِن شَعرِه

وَنَجني نَعيمَ زَهرَينِ

مِن رَيحانِهِ وَمِن نَشرِه

وَأَشدو ما بَينَ سُكرَينِ

مِن أَلحاظِهِ وَمِن خَمرِه

نَشُقُّ أَثوابَ العَفافِ شَقّا

واشٍ فَنو مَجون بِلا شُهرَه

أَو إِنُّ دينِ مَع هَوَك كَن يَبقى

جُفونَكَ وَالكاسُ وَأَبو مُرَّه


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ليل الهوى يقظان

المنشور التالي

كم أعيا بحرب أعزل

اقرأ أيضاً