نقش على جدار الوطن

التفعيلة : حديث

من أين ابتديء الحديث عن الوطن

ولمن أصوغ حكاية الذكرى لمن

من اين ,و الامجاد تشرق في دمي

نورا من الذكرى و تختصر الزمن

من أين, و الإيمان يجري نهره

عذبا و يغسل عن مشاعرنا الدرن

من أين ابتديء الحديث و ليلتي

تأبى على عيني مقاربة الوسن

من أين,و الاشواق تحلف انها

ستظل تسقيني التذكر و الشجن

من أين و الزمن السريع يمر بي

وجبينه بدم الرحيل قد احتقن

فمن اللفافة حين نولد بدؤنا

في رحلة العمر القصير إلى الكفن

قالوا ابتدئ من وصف مكة إنها

صدر حوى نور الهداية واطمئن

ابدأ من البيت العتيق فإنه

سكن لمن لم يلق في الدنيا سكن

وارحل بشعرك بعد هذا ناشرا

نور الهداية بين سرك و العلن

فأجبتهم :شكرا سأبدأ من هنا

من أرضنا المعطاء من هذا الوطن

من كعبة رفع الإله مقامها

وحمى حماها من طواغيت الفتن

أنا سوف أبدأ من مطاف نبيها

أتلو كتاب الله اتبع السنن

أنا سوف أبدأ من مقام خليلها

من حجر اسماعيل من ركن اليمن

قالت: تراك بلغت نجدا و الحمى

قلت أبشري إنا تجاوزنا (حضن)

أوما وجدت من الخزامى نشرها

أوما رأيت ملاحة الظبي الأغن

أوما رأيت بيارق المجد التي

خفقت فحررت النفوس من الوهن

مالي أراك تلمظين مشاعري

أنسيت أن القلب عندك مرتهن

هذي بلادك صانها الرحمن من

شرك ومن سوء التذلل للوثن

هشت إليك جبال مكتها فما

ذل العزيز ولا تطامنت القنن

وشدت (مدينتها )بلحن وفائها

للمصطفى و لكل من فيها قطن

و تألقت فوق الرمال رياضها

في كفها من عزم فارسها مجن

ورنت إليك (تبوكها) و (عسيرها)

و (الباحة) الخضراء صيبها هتن

وشدت (لحائلها) بلابل انسها

فاهتز روض الحب و انتفض الفنن

وتلفعت احساؤها بنخيلها

حسناء تروي الشعر عن قيس و عن

و أرتك جازان الأراك و حافظا

يتلو معارجه و يتقن كل فن

هذي بلادك قلبها متفتح

فهي التي لا تشتكي ضيق العطن

إني لأرسم وردة فواحة

منها و اغرسها على شفة الزمن

و أصوغ شعرا لو تمثل لفظه

رجلا لقال انا المحب المفتتن

ولظل يرفع صوته متمثلا

بالحكمة الغراء و القول الحسن

هذي بلادك دينها متأصل

في قلبها و المجد فيها مختزن

في أرضها المعطاء يحتضن الهدى

إن المبادئ كالبراعم تحتضن

هي مهبط القرآن تحت لوائه

سارت بعون الله تجتاز المحن

نشأت على هدي الإله فروحها

تسمو بها و بروحها يسمو البدن

رسم الإمامان الطريق فعلمها

يمحو الضلال ,و سيفها يمحو الفتن

ومضى بها صقر الإباء فلمها

بعد الشتات و لم منها ما شطن

وسمى بها الإسلام عن بدع الهوى

والشرك و القول الرخيص الممتهن

فيها الأصالة نخلة ممشوقة

لم يحتقرها الناظرون ولم تهن

فغذاؤها التمر المبارك طلعه

وشرابها من ماء زمزم و اللبن


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أغصان الحروف

المنشور التالي

تنوعت الجراح

اقرأ أيضاً