أُمرُر عَلى حَلَبٍ ذاتِ البَساتينِ
وَالمَنظَرِ السَهلِ وَالعَيشِ الأَفانينِ
وَقُل لِدُحمانَ إِن واجَهتَ جَمَّتَهُ
تَقُل لِمُضطَرِبِ الأَخلاقِ مَأفونِ
أَمسَكتَ نَيلَكَ إِمساكَ القُمُدِّ وَلَو
أَعطَيتَ لَم تُعطِ غَيرَ القُلِّ وَالدونِ
ماكانَ في عُقَلاءِ الناسِ لي أَمَلٌ
فَكَيفَ أَمَّلتُ خَيراً في المَجانينِ
لاتَفخَرَنَّ فَلَم يُنسَب أَبوكَ إِلى
بَهرامِ جورٍ وَلا بَهرامِ شوبينِ
لا النَوشَجانُ وَلا نَوبُختُ طافَ بِهِ
وَلا تَبَلَّجَ عَن كِسرى وَسيرينِ
إِذا عَلَت هَضَباتُ الفُرسِ مِن شَرَفٍ
راحَت شُيوخُكَ قُعساً في التَبابينِ
مُقَوَّسينَ عَلى البَربَندِ يُطرِبُهُم
سَجعُ الزِمِرتا وَأَصواتُ الطَواحينِ
أَدّى خَراجِيَ لَمّا أَن بَخِلتَ بِهِ
حَيا نَدىً مَيِّتٍ في موشَ مَدفونِ
بَقِيَّةٌ مِن عَطاءِ البَحرِ رَغَّبَني
بِها عَنِ الطُحلُبِ المُخضَرِّ وَالطينِ
فَإِن تَناسَيتُ نُعماهُ الَّتي قَدُمَت
فَكُنتُ مِثلَكَ في الدُنيا وَفي الدينِ