مرنت مسامعه على التفنيد

التفعيلة : البحر الكامل

مَرَنَت مَسامِعُهُ عَلى التَفنيدِ

فَعَصى المَلامُ لِأَعيُنٍ وَخُدودِ

رامَ الجُحودَ تَجَلُّداً فَأَمَدَّهُ

تَهمالُ أَسطُرِ دَمعِهِ بِشُهودِ

لا كانَ يَومُ البَينِ بَل لا كانَ مَن

نادى بِهِ فَأَهابَ كُلَّ هُجودِ

لَولا الفِراقُ لَما اِستَرابَت مُقلَتي

عَهدَ الكَرى لِزَمانِكِ المَعهودِ

أَيّامَ أَبتاعُ الجَهالَةَ بِالنُهى

وَأَرى حَليفَ الرُشدِ غَيرَ رَشيدِ

أُمسي صَريعَ مُدامَةٍ في مَجلِسٍ

ريحانُهُ لَحَظاتُ موقِ الغيدِ

يُزهي بِكُلِّ فَتىً يَكونُ وِسادُهُ

أَعضادَ كُلِّ خَريدَةٍ وَخَريدِ

وَلَرُبَّ خَرقٍ لا يُمارَسُ هَولُهُ

خَرَّقتُ فيهِ دُجى اللَيالي السودِ

بِمُعَوَّدٍ لِلسَيرِ مُحتَقَرٍ لَهُ

مَرِنَت قَوائِمُهُ عَلى التَخويدِ

مُتَقَحِّمٍ هَولَ الظَلامِ بِشاعِرٍ

كَالسَيفِ مُدَّرِعٍ لِهَولِ البيدِ

ماضٍ عَلى الحَدَثانِ لَم يَرجِع لَهُ

رَأيٌ بِرايَةِ عاجِزٍ مَجدودِ

كَم حُمِّلَت أَمثالَهُ مُتَوَجِّهاً

مَن يَعمَلاتٍ حامِلاتِ وُفودِ

حَتّى أَناخَت بَعدَ بُعدِ مَسافَةٍ

بِذُرى اِبنِ هارونَ الرَضِيِّ سَعيدِ

أَمسَت بِهِ حَلَبٌ تَحَلَّبُ بِالغِنى

بَعدَ الجُدوبِ بِثَغرِها المَسدودِ

حازَ الفُراتُ إِلى الشَآمِ بِراحَةٍ

هَطّالَةٍ بِنَوالِهِ المَحمودِ

تَدعو مَكارِمُهُ إِلى مَعروفِهِ

أَمَلَ العَديمِ وَرَغبَةَ المَجهودِ

سَهلُ البَلاغَةِ وَالفَصاحَةِ قُلَّب

غَضُّ الحِجى وَالفَهمِ صُلبُ العودِ

مِن مَعشَرٍ سَبَقوا المُلوكَ بِفَخرِهِم

وَتَقَدَّموا في الجودِ كُلَّ عَميدِ

بِفَنائِهِم رَكَزَ السَماحُ لِواءَهُ

وَالبَأسُ سَيفَ النَصرِ وَالتَأييدِ

إِنَّ اِبنَ هارونَ الأَغَرَّ سَمَيدَعٌ

كَالبَدرِ يَطلُعُ في نُجومِ سُعودِ

عَمَّ البَرِيَّةَ بَأسُهُ وَنَوالَهُ

مِن بَينِ وَعدٍ صادِقٍ وَوَعيدِ

إِسلَم أَبا عُثمانَ مِن حَتفِ الرَدى

في نِعمَةٍ تَحتاجُ كُلَّ حَسودِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

من رقبة أدع الزيارة عامدا

المنشور التالي

يا أحمد بن أبي دؤاد

اقرأ أيضاً

يا فاطر الخلق

يَا فَاطِرَ الْخَلْقِ الْبَدِيعِ وَكَافِلاً رِزْقَ الْجَمِيعِ سِحَابُ جُودِكَ هَاطِلُ يَا مُسْبِغَ الْبَرِّ الْجَزِيلِ وَمُسْبِلَ السِّـ ـتْرِ الْجَمِيلِ…