أراد سلوا عن سليمى وعن هند

التفعيلة : البحر الطويل

أَرادَ سُلُوّاً عَن سُلَيمى وَعَن هِندِ

فَغالَبَهُ غَيُّ السَفاهِ عَلى الرُشدِ

وَأَضحى جَنيباً لِلمَطالِ مُجانِباً

لِناصِحِهِ في الغَيِّ طَوعاً لِمَن يُردى

إِذا باكَرَتهُ غادِياتُ هُمومِهِ

أَراحَ عَلَيها الراحَ حَمراءَ كَالوَردِ

كَأَنَّ سَناها بِالعَشِيِّ لِشَربِها

تَبَلُّجُ عيسى حينَ يَلفُظُ بِالوَعدِ

كَأَن نَعَمٌ في فيهِ حينَ يَقولُها

مُجاجَةُ مِسكٍ بانَ في ذائِبِ الشُهدِ

لَهُ ضِحكَةٌ عِندَ النَوالِ كَأَنَّها

تَباشيرَ بَرقٍ بَعدَ بُعدٍ مِنَ العَهدِ

تَذَكَّرتُ أَيّاماً مَضى لي نَعيمُها

بِتَقديمِهِ إيّايَ في الهَزلِ وَالجِدِّ

أَصولُ عَلى دَهري كَصَولَةِ فَضلِهِ

عَلى عَدَمِ الراجينَ بِالبَذلِ وَالرِفدِ

فَغَيَّرَ مِنهُ القَلبَ عَن حُسنِ رَأيِهِ

أَكاذيبُ جاءَت مِن لَئيمٍ وَمِن وَغدِ

تَغَنَّمَ مِنّي غَيبَتي وَحُضورَهُ

وَأَن لَيسَ لي مِن دونِ مَرماهُ مِن رَدِّ

فَإِن يَكُ جُرمُ كانَ أَو هَفوَةٌ خَلَت

فَإِنَّكَ أَعلى مِن خَطايَ وَمِن عَمدي

وَمَن مَلَكَت كَفّاهُ مَن كانَ مُذنِباً

فَقُدرَتُهُ تُنسي وَتَذهَبُ بِالحِقدِ

فَشُكري مَتابي وَاِعتِذاري وَسيلَتي

وَما قَدَّمَت كَفّاكَ مِن مِنَّةٍ عِندي

وَإِن كانَ شِعري جاءَ بِالعُذرِ قاصِداً

فَما كانَ ذَنبي بِاِعتِمادٍ وَلا قَصدِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

قد خفت ألا أراكم آخر الأبد

المنشور التالي

بأنفسنا لا بالطوارف والتلد

اقرأ أيضاً

خلته لما تبدى

خِلتُهُ لَمّا تَبَدّى قَمَراً غُصنِ بانِ هَزَّهُ العَجَبُ فَوَلّى يَتَثَنّى كَالعِنانِ نازِحُ الدارِ قَريبُ ال ذِكرِ في كُلِّ…