ليت لي أن أعيش في هذه الدنيا

التفعيلة : البحر الخفيف

ليتَ لي أنْ أعيشَ في هذه الدُّنيا

سَعيداً بِوَحْدتي وانفرادي

أصرِفُ العُمْرَ في الجبالِ وفي الغاباتِ

بَيْنَ الصّنوبرِ الميَّادِ

لَيْسَ لي من شواغلِ العيشِ مَا يصرف

نَفْسي عنِ استماع فؤادي

أرْقُبُ الموتَ والحياةَ وأصغي

لحديثِ الآزالِ والآبادِ

وأغنِّي مع البلابلِ في الغابِ

وأُصْغي إلى خريرِ الوادي

وأُناجي النُّجومَ والفجرَ والأطيارَ

والنَّهرَ والضّياءَ الهادي

عيشةً للجمال والفنّ أبغيها

بعيداً عنْ أمَّتي وبلادي

لا أُعَنِّي نفسي بأحْزانِ شعبي

فَهْوَ حيٌّ يعيش عيشَ الجمادِ

وبحسبي من الأسى مَا بنفسي

من طَريفٍ مسْتَحْدَثٍ وتَلاد

وبعيداً عن المَدينةِ والنّاسِ

بعيداً عن لَغْوِ تِلْكَ النّوادي

فهوَ من مَعْدَنِ السَّخافةِ والإفْكِ

ومن ذلك الهُراء العادي

أينَ هوَ من خريرِ ساقية الوادي

وخفْقِ الصَّدى وشدوِ الشَّادي

وحفيفِ الغصونِ نمَّقها الطَّلُّ

وهَمْسِ النَّسيمِ للأولادِ

هذه عيشةٌ تقدِّسُها نفسي

وأدعو لمجدها وأنادي


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

يا عذارى الجمال والحب والأحلام

المنشور التالي

أنت كالزهرة الجميلة في الغاب

اقرأ أيضاً