كنا كزوجي طائر

التفعيلة : البحر الكامل

كنَّا كَزَوْجَيْ طائرٍ

في دَوْحَةِ الحُبِّ الأَمينْ

نَتْلو أَناشيدَ المنى

بَيْنَ الخمائلِ والغُصُونْ

مُتَغَرِّدينَ مع البَلابلِ

في السُّهولِ وفي الحزونْ

مَلأَ الهَوَى كأْسَ الحَيَاةِ لنا

وشَعْشَعَها الفُتونْ

حتَّى إِذا كِدْنا نُرَشِّفَ

خَمْرَها غَضِبَ المَنُونْ

فَتَخَطَّفَ الكأسَ الخلوبَ

وحطَّمَ الجامَ الثَّمينْ

وأَراقَ خَمْرَ الحُبِّ

في وادي الكآبَةِ والأَنينْ

وأَهابَ بالحُبِّ الوديعِ

فودَّعَ العُشَّ الأَمينْ

وشدَا بلحنِ الموتِ

في الأُفُق الحزينِ المُسْتَكينْ

ثمَّ اختفى خَلْفَ الغُيومِ

كأَنَّهُ الطَّيفُ الحَزينْ

يا أَيُّها القلبُ الشَّجيُّ

إلامَ تُخْرِسُكَ الشُّجونْ

رُحْماكَ قَدْ عَذَّبْتَني بالصَّمتِ

والدَّمعِ الهَتُونْ

ماتَ الحَبيبُ وكلُّ مَا قَدْ

كُنْتَ ترجو أَن يكونْ

فاصْبِرْ على سُخْطِ الزَّمانِ

وما تُصَرِّفُهُ الشُّؤُونْ

فلَسَوْفَ يُنْقِذُكَ المَنُونُ

ويفرحُ الرُّوحُ السَّجينْ

وردُ الحَيَاةِ مُرَنَّقٌ

والموتُ مَوْرِدُهُ مَعينْ

ولرُبَّما شاقَ الرَّدى الدَّاجي

وأعماقُ المنونْ

قلباً تُرَوِّعُهُ الحَيَاةُ

ولا تُهادِنُهُ السُّنُونْ

ومَشَاعِراً حَسْرى يسيرُ بها

القُنُوطُ إلى الجُنونْ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أظل الوجود المساء الحزين

المنشور التالي

اسكني يا جراح

اقرأ أيضاً

وسلن حبقوق المصرح باسمه

وسَلنَّ حَبقُوقَ المُصَرِّحَ بِاسمِهِ وَبِوَصْفِهِ وَكَفَى به مَسؤولا إذْ أوْصَلَ القَوْلَ الصَّريحَ بذِكْرِهِ للسَّامِعِينَ فأَحْسَنَ التَّوصِيلا والأرضُ مِنَ…