ولما دعا الداعون وانشقت العصا

التفعيلة : البحر الطويل

وَلَمّا دَعا الداعونَ وَاِنشَقَّتِ العَصا

وَلَم تَخبُ نيرانُ العَدُوِّ المُقاذِفِ

فَزِعنا إِلى العَبّاسِ مِن خَوفِ فِتنَةٍ

وَأَنيابِها المُستَقدِماتِ الصَوارِفِ

وَكَم مِن عَوانٍ فَيلَقٍ قَد أَبَرتَها

بِأُخرى إِلَيها بِالخَميسِ المُراجِفِ

فَقَد أَوقَعَ العَبّاسُ إِذ صارَ وَقعَةً

نَهَت كُلَّ ذي ضِغنٍ وَداءٍ مُقارِفِ

وَأَغنَيتَ مَن لَم يَغنَ مِن أَبطَأِ السُرى

وَقَوَّمتَ دَرءَ الأَزوَرِ المُتَجانِفِ

وَأَنتَ الَّذي يُخشى وَيُرمى بِكَ العِدى

إِذا أَحجَمَت خَيلُ الجِيادِ المَخالِفِ

سَمَوتَ فَلَم تَترُك عَلى الأَرضِ ناكِثاً

وَآمَنتَ مِن أَحيائِنا كُلَّ خائِفِ

أَبَرتَ زُحوفَ المُلحِدينَ وَكِدتَهُم

بِمُستَنصِرٍ يَتلو كِتابَ المَصاحِفِ

تَأَخَّرَ أَقوامٌ وَأَسرَعتَ لِلَّتي

تُغَلَّلُ نُشّابَ الكَمِيِّ المُزاحِفِ

وَأَنتَ إِلى الأَعداءِ أَوَّلُ فارِسٍ

هُناكَ وَوَقّافٌ كَريمُ المَواقِفِ

بِضَربٍ يَزيلُ الهامَ عَن مُستَقَرِّهِ

وَطَعنٍ بِأَطرافِ الرِماحِ الجَوائِفِ

سَبَقتَ بِأَهلِ الكوفَةِ المَوتَ بَعدَما

أُريدَ بِإِحدى المُهلِكاتِ الجَوالِفِ

فَلَم يُغنِ مَن في القَصرِ شَيئاً وَصَيَّحوا

إِلَيكَ بِأَصواتِ النِساءِ الهَواتِفِ

أَخو الحَربِ يَمشي طاوِياً ثُمَّ يَقتَدي

مُدِلّاً بِفُرسانِ الجِيادِ المَتالِفِ

يُغادِرنَ صَرعى مِن صَناديدَ بَينَها

بِسوراءَ في إِجرائِها وَالمَزاحِفِ

وَما طَعِمَت مِن مَشرَبٍ مُذ سَقَيتَها

بِتَدمُرَ إِلّا مَرَّةً بِالشَفائِفِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

من الشأم حتى باشرت أهل بابل

المنشور التالي

بنات المهاري الصهب كل نجيبة

اقرأ أيضاً

يحكون أن أمة الأرانب

يَحكونَ أَنَّ أُمَّةَ الأَرانِبِ قَد أَخَذَت مِنَ الثَرى بِجانِبِ وَاِبتَهَجَت بِالوَطَنِ الكَريمِ وَمَوئِلِ العِيالِ وَالحَريمِ فَاِختارَهُ الفيلُ لَهُ…

تبا للحمك أيها اللحام

تَبّاً لِلَحمِكَ أَيُّها اللَحّامُ وَلِخُبزِكَ الوَتِحِ الَّذي تَستامُ باكَرتَ خَلَّتَنا وَرَأسُكَ أَشيَبٌ وَلَوَيتَ حاجَتَنا وَأَنتَ غُلامُ في كُلِّ…