إذا ما غزوتم معلمين فراوحوا

التفعيلة : البحر الطويل

إذا ما غزوتم مُعْلمين فراوحوا

بني دارمٍ بين الظُّبى والمخائل

ففي الحي بسَّامون لا عن بشاشةٍ

يردُّون ظمآن القنا غير ناهل

مخاويف من حرِّ القراع وحربهم

نفاقُ أبيٍّ أو خداعُ مُصاولِ

تمادى وعيدٌ واستريبت بسالةٌ

وربَّ قضاءٍ طاب من كفِّ ماطلِ

فمشَّوا بأعراف الجيادِ أكُفَّكم

إلى غارةٍ تشفي نجيَّ البلابلِ

ولا توردوها آجنَ القاع إنما

مواردها ماءُ الطُّلى والأكاحل

فقد هَمَّ سيفي أن يخف بجفنه

إلى الهام لولا حبسه بالحمائل

أنا المرءُ لا قولُ الأعادي بمزعجٍ

أناتي ولا الليثُ الهصور بآكلي

جريٌّ على حرب الملوك مشمرٌ

إذا زلَّ قولٌ بالألدِّ المُجادل

لساني وسيفي مغمدان فإن أُهَجْ

أسلتُ الشعاب من دمٍ ودلائل

تكاثر حُسادي وفضلي ناصري

فكيف إذا ما راح سيفي كافلي

يودون لو يهفو بي القولُ هفوةً

وتلك طريقٌ ظلَّلتْ كل فاضل

إذا وهموا في نقل ما يدرسونه

شآهم فصيحٌ قائلٌ قبل ناقلِ

هلموا بها قبَّ البطون كأنها

أهلَّةُ جو أو قسيُّ معابلِ

سراعاً كأعواد السهام تقاذفت

خوارج من أيدي العليم المُناضل

لهن على خدِّ الفلاة من السُّرى

لدامٌ كأيدي الفاقدات الثَّواكل

رثَمْنَ الحصى حتى كأن رضاضه

جني البُسْر شظَّتْه أكفُّ الأواكل

يُخلْن سفيناً والتَّنائفُ لُجَّةً

إذا اضطرب الآل اضطراب العواسل

ترامى بشعْثِ مُحرِمين كأنهم

على شُعبِ الأكوار شُهْم الأجادل

مداليجُ لا الليلُ البهيم بحاجزٍ

عليهم ولا الوعر العسوفُ بحائل

جعادُ لمامٍ لم تُنلْ بمرجِّلٍ

وغُبرُ برودٍ لم تمرَّسْ بغاسِل

لأبتدرن الحي عز حَريمه

بجيش كرمل الأنعم المتهايل

صخوب التناجي يرهب الموت بأسه

إذا قُرعت خرصانُه بالمناصلِ

ظلوم يعيد الصبح ليلاً بجوْره

ويلفظُ هاماً في مكان الجَنادل

يكاد دلاص السَّرد يجري لحره

على القاع لولا برد نقض الطَّوائل

كأن ابن خطَّاب تجول بطرْسه

عراكُ المذاكي واطِّرادُ الجحافل

شَحافاهُ يومٌ دارميٌّ ولم يكن

لغير حُشاشاتِ الملوك بآكل

ورامُ ذمامي معشرٌ فأبحتُهُ

لأبْلجَ من آل النبي حُلاحِلِ

لغمر الندى لا يخمد القُرُّ نارهُ

ولكنه حتفُ الصفايا لنازل

زهيد الكرى جم الروي كأنه

يخفَّان ذو أجرٍ كريم المأكل

فتىً يشفع الوفر الجزيل بعُذره

ويعصي إلى المعروف قولَ العواذل

ويحتقر الهول المخوفِ وإنه

لراكبهُ والليل مرخي الذلاذل

ويهتز من غير اغتباقِ مُدامةٍ

وخمر المعالي غير خمر النَّياطل

ينام عن الفحش الخدوع بنجوةٍ

إذا ما استفز الليل قلب المُغازل

ويدلج موفور التُّقى طاهر الخطى

لحاجة من أمسى بها غير كافل

كأن أتيَّاً عن رعْنِ أيْهمٍ

تمطُّره إِثر العدو المُباسل

فما يأخذ الآرابَ غير مسارعٍ

ولا يضربُ الأعداءَ غير مُعاجل

تظنُّ به من حقَّه العزم لوثةٌ

إذا شدَّ في حرب الألدِّ المُنازل

وقد تُولعُ العُقْبى

ولا كولوع الضَّيم بالمُتثاقل

وما عزَّ غرب السيف إلا لكونه

قليلُ التأني ماضياً في المقاتل

سما بابن عدنانٍ عطاءٌ ونجدةٌ

فحتفٌ لأعداءٍ وجودٌ لسائل

بأروعَ هفهاف القميص يَسرُّه

ضجيجُ القوافي والتفافُ الوسائل

نمته رجالٌ من ذؤابة هاشمٍ

طوالُ العَوالي والطُّلى والمَقاولِ

مواردُ جودٍ لا تُمِرُّ لشاربٍ

وأسدٌ غوادٍ لا تَلذُّ لآكل

إذا سحبوا فضل البرود تأرج ال

صَّعيدُ وأهدى نشرهُ بالأصائل

وإن آنسوا من جو أرضٍ مخافة

طَهورِ الثَّرى لوَّاحةٍ للمناهل

بحيث اصطفى الرحمن منزل وحيه

وألقى سجلِّيْ عِلمهِ والرسائل

وأنزع من شرك الإله مُبَرَّؤٌ

بطينٌ من الأحكام جَمُّ النَّوافل

شديد مضاءِ البأس يُغني بلاؤهُ

إذا رجموهُ بالقَنا والقنابل

له عَصْفةٌ بالمشركين كأنها

زعازعُ خَرقٍ سوِّفت القَلاقل

صدوف عن الزاد الشهي فؤاده

رغيب إلى زاد التقى والفضائل

جرى إلى قول الصواب لسانه

إذا ما الفتاوى أفحمت بالمسائل

أعيدت له شمس الأصيل جلالة

وقد حال ثوب الصبح في أرض بابل

ونص حديث بالغدير دلالة

على نفي أضراب وبعد مساجل

وفي هل أتن لم يعلم الناس أوه

ثناء لواصف ومدح لقائل كذا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أقول لركب كالقداح تعاقروا

المنشور التالي

خذ ما تشاء من الأيام أو فذر

اقرأ أيضاً