حيِّ نجداً وأين من مَرْوَ نجدُ
إنما يبعثُ التحيَّة وجْدُ
عرُضتْ بيننا البلادُ وأضْحى
للمطايا دون التَّزوار وخْدُ
شامخاتٌ من الجبالِ صِعابٌ
وقِفارٌ من التَّنائفِ مُلْدُ
ووراءَ الفِراقِ طيْفُ خيالٍ
لم يعُقهُ عن الزيارة بُعْدُ
يفضلُ اليقظةَ الكرى حين يخطو
والظِّلامُ الصَّباحَ أيَّانَ يَبْدُو
لا تظنوا أنَّ الغَرامَ وأنْ بِنَّا وبنْ
تُمْ يقْضي عليه الصَدُّ
دونَ سُلوانِ حُبكم زفراتٌ
لافحاتٌ لها ضِرامٌ ووقْدُ
كلما هاج لاعجُ الشَّوق ذكْرى
خُذلتْ نجدةٌ وأضْعِفَ جَلْد
أيها الراكبُ المُغِذُّ على الأيْ
نِ لهُ بالنجاء حَثٌّ وكَدُّ
يستطيلُ الرقادَ إِدمانُ مَسْرا
هُ ويثْني عن المُعرَّس شدُّ
كلما ناسَ بالمَطيِّةِ عِشْرٌ
فمنَ السَّبْتِ والذميلِ الورْد
قُلْ لأهلِ العراقِ أنَّ ابن صيَ
فيٍّ جريءٌ كما عَهدتهم ألَدُّ
عاصفٌ بالمُلوكِ لا هُجْنةٌ في
هِ ولكن قَبولهُ والجَدُّ
لا ادكارُ الأوطانِ سَنَّ لي الذُّ
لَّ ولا راعني الردى والرمْدُ
بي عن خُطَّةِ الهَوان التفاتٌ
مثلما ألفِتَ البعيرُ المُغِدُّ
أنَّ صبري صبرَ الدِّلاص على الطَّ
عْنِ وقد أحكمَ القُوى والسَّرْدُ
هانَ عندي الزمانُ بؤسي ونُعْمى
وتساوي نحسٌ لديَّ وسَعدُ
وإذا الحبُّ لم يدُمْ فَسواءٌ
عذب الوصل أو أمرَّ البُعْدُ
يفعلُ اللهُ ما يشاءُ فما مِن
هُ مفرٌ ولا لما شاءَ رَدُّ
حازمُ القوم عاجزٌ في توقيِّ
هِ وكالجاهل اللَّبيبُ الأسَدُ
ما لفضلي يُذالُ بينَ أناسٍ
جودَهُمْ موعدٌ وشعري نقْدُ
كنزوا المالَ للخُطوبِ وذمي
لهم من أشد خَطْبٍ أشدُّ
كم أذَلْتُ المديحَ في حمْد قومٍ
كان كُفْراً بالمجد ذاكَ الحمدُ
حرجٌ ألْجأَ الصَّدوقَ إلى المَيْ
وما منْ لوازم العيْش بُدُّ
لستُ أخشى فوْتَ الغِنى وأمامي
شرفُ الحظ والمَليكُ الجعْد
بأبي الفتح يُفْتحُ المُرْتجُ الصَّعْ
بُ وتُعطفُ الخطوبُ النُّكد
مَلكٌ عندهُ قِراءانِ للضَّيْ
فِ وللجيش فتْكهُ والرِّفدُ
كلما نازلَ الكتائبَ والفَقْ
ر شكا جحفلٌ وأثنى وفْدُ
نِعْمَ من لَثَّمتْهُ هَبْوةُ حربٍ
وجلاهُ تحت السَنَوَّرِ طردُ
وإذا ملَّ سيفهُ الغِمْدَ أضْحى
وله مفرقُ المُتوَّج غِمْدُ
دارهُ حوْمة الوغى من عَوادٍ
وحشاياه عُودُ سَرجٍ ولِبْدُ
في لقاءِ الحروب ليثَ عَرينٍ
نال منه الطَّوى وفي الحلم أحْدُ
مُتلفٌ ما احتواهُ جُوداً جُوداً وبذْلاً
يُهدمُ المالُ حيث يُبْنى المجْدُ
مالُهُ بعدَ حمْدِه ومَعالي
هِ حسامٌ ماضٍ وطِرْفٌ علَنْد
يقِظٌ يُدركُ الخَفَّية منهُ
خاطرٌ أصْمعٌ ورأي أسَدُّ
نافرٌ بالوقار عن موطِن الفُحْ
شِ كما تنفرُ النَّعامُ الرُّبْدُ
كرمٌ زانهُ التبرعُ بالبذْ
لِ وما شانهُ سؤالٌ وكدُّ
كسراياهُ في البلادِ عَطايا
هُ تَوالى وليس يُدْركُ عَدُّ
لَغياثُ الدين اشترى الحمد النَّفْ
سِ وبالمالِ صفْقةً لا تُردُّ
فبما أثْنَت القَوافي عليه
طَفِقَ القائلُ المُغرِّدُ يحدو
يا ابنَ مُستخدمِ المُلوكِ ببأسٍ
تتَّقيهِ المؤلَّلاتُ المُلْدُ
والذي أضحتِ البهاليلُ من هَيْ
بتهِ وهي في التَّخادُم جُنْدُ
غُرُّ تيجانهم نِعالُ مَذاكي
هِ إذا جازَ بالتَّخالُفِ حدُّ
لكم البيضُ والذَّوابلُ والَّلأ
مُ شَعارٌ والسَّابقاتُ الجُردُ
وإذا ما الأحسابُ جاذبها النَّا
سُ فأنتم ألمُستَمدُّ العِدُّ
نشر أعراضكمْ إذا ما مَساعي
كم أعيدتْ مسكٌ يضوعُ ونَدُّ
أوفِ فضلي حقوقه أنَّ فضلي
راح فرداً وأنت في الناس فَرْدُ