آبي الهضيمة شهم من بني مضر

التفعيلة : البحر البسيط

آبي الهضيمة شهمٌ من بني مُضرٍ

تُجلى بغرتهِ الظلماءُ والسُّدفُ

جمُّ النوالِ أمينٌ في عشيرتِه

ما خالفوه على أمرٍ ولا اختلفوا

يُثْني النزالُ عليه والجدالُ معاً

فالفضل يذعن والأرواحُ تختطف

سَما به كل فيَّاضٍ إذا حُبستْ

سحب السماء فمن كفَّيه يُغترفُ

إذا احتبوا فالجبال الشمُّ راسخةٌ

وإنْ لقوا فضواري معركٍ قُصفُ

قوم إذا الخيل ولَّت وهي هاربة

واستسلما الجيش من خوف الردى عطفوا

يَضمُّ ناديهُم في يوم سِلْمهمُ

خَضارماً غير كسب الحمد ما عرفوا

حاشا لِدَيْنِ العُلى يُلوي بواجبه

وأنت لِلدِّين من بين الورى شرفُ

فما لشعريَ ممطولاً بمنحتِه

وحقُّ منك رَدٌّ عاجلٌ سَلَفُ

لا تُغْدفَنَّ قِناعاً من مُجانَبَةٍ

دوني فقوْلي نِعم الخالد الخلفُ

خيرُ الموارد أدناها لِذي ظَمَأٍ

وشرُّها بطويل المَتْحِ يُعْتسفَُ

لولا الحوادث إذ أمسين ضاريةً

كما تضاري ذئاب الثلَّة الغُضفُ

وجورُ دهرٍ أعاد الحالَ رازحةً

فالملكُ يمدح والمخدومُ يحترفُ

لما طمحْتُ إِلى عيشٍ أرمَّقُهُ

أعُبُّهُ تارةً عبّاً وأرتشفُ

وما جزعتُ لخطبٍ عاثَ في شرفي

فالشمس تشرق أحياناً وتنكسفُ

وإنْ علا نورَ مجدي ليلُ نازلةٍ

فهالةُ البدر في لألائها كَلَفُ

أنت الكميُّ فلا جُبْنٌ ولا جَزعٌ

وذو السّماحِ فلا مَنٌّ ولا سرفُ

ترتاعُ منكَ العوالي وهي مُشرَعةٌ

وتحسد الجود منك الحُفَّلُ النطفُ

وكم ثلمت غروب البيض مُرهفةً

بمُضمرِ القدِّ في أعطافه هَيَفُ

الجودُ عندكَ طبعٌ لا تكلَّفُه

وعند غيرك أفعالٌ النَّدى كُلَفُ

وإنْ أكُنْ مادحاً نفسي ومفتخراً

فآفة الظرف للمستظرف الصَّلَفُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

كأن بلاد الله مما أجنه

المنشور التالي

أجل ما رمت في آت مقتبل

اقرأ أيضاً

ورث الخلافة سبعة آباءه

وَرِثَ الخِلافَةَ سَبعَةً آباءَهُ عَمِروا وَكُلُّهُمُ لِأَعلى المِنبَرِ رَبٌّ عَلَيهِ يَظَلُّ يَخطُبُ قائِماً لِلناسِ يَشدَخُهُم بِمُلكٍ قَسوَرِ وَرِثوا…