دلفت بجيش ذي زهاء كأنه

التفعيلة : البحر الطويل

دلفْتَ بجيشٍ ذي زُهاءٍ كأنه

غوارب يَمٍّ أو هضابُ نَقاً عُفْر

تضيق المُروتُ الفِيح عند نزوله

ويدجو إذا ما سار من نقعه الظُهر

فأغنتكَ عنه نيَّةٌ وطويةٌ

ببعضهما يُستنزل الفتحُ والنَّصرُ

وكنت إذا جاولت غزو قبيلةٍ

هزمت ولا بيضٌ هُززنَ ولا سمر

يُحاذَرُ منك البشرُ واليوم كالحٌ

ويرهب منك الصبر إذ نفذ الصبرُ

غياثٌ لدينِ اللهِ حامي عبادهِ

وغيثٌ لأرضِ الله إذ حبُس القطر

أغرَّ كأن الشمس منْ قسماتِه

خلائقهُ في كل مكْرُمةٍ زُهْرُ

فتى الخيل تجري بالكُماةِ كأنها

عواسلُ معطٌ مَدَّ أنفاسها القفرُ

إذا ما طوتْ ماء النِّهاءِ تخمُّطاً

فموردها ما أنبعَ الهامُ والنَّحرُ

يُغيرُ بها المنعوتُ في كل معْركٍ

إذا ما استقى العَسالُ واستطعم النسر

أبو الفتح ضرَّاب الجماجم بالضُحى

ومولي الندى إذ صرح الأزمُ الغبر

على عطفه من مجدهِ أريحيَّةٌ

به نشوةٌ منها وما دارتِ الخمرُ

تكرَّمَ منها أن يُرى غير راحِمٍ

عطوفٍ فلا ظلمٌ لديه ولا كِبْرُ

فدامَ مُطاع الأمر يُرجى ويتَّقى

لأعْدائه منه الإِبادةُ والقهرُ

مريرُ القوى لا ينقضُ الدهر حزمه

ولكنه يجري بمأثورهِ الدهْرُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

خليلي من عليا تميم بن خندف

المنشور التالي

أظن القوافي ساورتها صبابة

اقرأ أيضاً