كأنَّ عُقاراً خَنْدَريساً تَضوعت
مَناطِيلُها من طيبها والنَّياطِلُ
تُشَجُّ بأشْراطِيَّةٍ مُطْمَئنَّةٍ
مواسِمُها أسْحارُها والأصائِلُ
حوى دَرَّها دون النَّحائز والصُّوى
وقائِعُ من صَمَّانِها وخمائلُ
سجايا الوزير الخِنْدِفِيِّ ولُطْفه
إذا الغيظُ أضحى وهو للحلم خاذل
إذا ما أُمِرَّتْ نفسه من دَنِيَّةٍ
فمعسولةٌ نَعْماؤهُ والشَّمائلُ
يَسُرُّكَ منه جودُهُ ورواؤهُ
فبَدْرٌ وغيثٌ مُسْتنيرٌ وهاطِلُ
هُمامٌ يضيق القول عن كُنْه وصفه
فسَحْبانُ في عَدِّ المناقِبِ باقِلُ
وسيفٌ بيوم الرَّوْع في كفِّ باسلٍ
وفي الدَّست راسٍ مشمخر حلاحل
أبى أن يُطيع العذل في البأس والنَّدى
فعَمَّ نوالاً واستراحَ العَواذِلُ
وأن يبذُلَ المعروفِ إِلا تبرُّعاً
إذا اقْتَسرتْ مالَ البخيلِ المسائل
وأنْ يأخُذ الآرابَ غيرَ مُجاهِرٍ
إذا ما المَباغي شَوَّهتْها المخاتِلُ
وأنْ ينقُضَ العهد الوكيد حفيظةً
لديهِ ولو أنَّ الذُّنوبَ زَلازِلُ
وأن يقتُل الجاني بغير اغْتِفارهِ
ولو أمكَنتْهُ فُرْصةٌ ومَقاتِلُ
فتىً أحْرزَ المجدَ الأثيلَ لنفسه
حَليفاهُ حَزْمٌ مُسْتمرٌّ ونائِلُ
فلا بُخْل والأيامُ غبرٌ جَديبَةٌ
ولا طيشَ والأحداثُ هوجٌ بواسل
صَؤولٌ إذا التفَّتْ عليه كتيبةٌ
قؤُولٌ إذا التفَّتْ عليه المَحافِلُ
أبو جعفرٍ غرْسُ الخِلافة والذي
يُقِرُّ له بالبأس سيفٌ وذابِلُ
يجوزُ على أموالِهِ لِعُفاتِهِ
ولكنه عند الرَّعِيَّةِ عادِلُ
يقولونَ شِعْرٌ وهو سِحْرٌ تألَّفَ
القُلوبَ فأنْبا عنه حَبْرٌ وجاهِلُ
ولكنهُ حِلٌّ وهاروتُ مُؤْمِنٌ
وتَخْييلُهُ حَقٌّ وبَغدادُ بابِلُ