حَوَتنا شُرورٌ لا صَلاحَ لِمِثلِها
فَإِن شَذَّ مِنّا صالِحٌ فَهوَ نادِرُ
وَما فَسَدَت أَخلاقُنا بِاِختِيارِنا
وَلَكِن بِأَمرٍ سَبَّبَتهُ المَقادِرُ
وَفي الأَصلِ غِشٌّ وَالفُروعُ تَوابِعٌ
وَكَيفَ وَفاءُ النَجلِ وَالأَبُ غادِرُ
إِذا اِعتَلَتِ الأَفعالُ جاءَت عَليلَةً
كَحالاتِها أَسماؤُها وَالمَصادِرُ
فَقُل لِلغُرابِ الجَونِ إِن كانَ سامِعاً
أَأَنتَ عَلى تَغيِيرِ لَونِكَ قادِرُ
سَماحُكَ مَجهولٌ وَنَحُلُكَ واضِحٌ
وَمَجدُكَ ضاويٌّ وَجِسمُكَ حادِرُ
بَني العَصرِ إِن كانَت طُوالاً شُخوصُكُم
فَإِنَّكُم في المَكرُماتِ حَيادِرُ
وَمِن قَبلُ نادى الوَكرُ أَينَ اِبنُ أَجدَلٍ
أَواني وَقالَ الغابُ أَينَ الخَوادِرُ
وَفي كُلِّ أَرضٍ لِلمَنِيَّةِ غائِلٌ
عَلَيهِ يَمينٌ أَنَّهُ لا يُغادِرُ
فَوادٍ بِهِ ظَبيٌ وَلَيسَ لِنَفسِهِ
فَوادٍ وَتَردى في ذُراها الفَوادِرُ