بكى الفضل لما أن قضى نحبه جبر

التفعيلة : البحر الطويل

بكى الفضل لما أن قضى نحبه جبر

وليس لكسر الموت في طبّنا جبر

طوى الموت من جبر بن ضومط فاضلا

لغرّ المساعي كان في عيشه نشر

مضى بعدما أمضى حياةً سعيدة

تبسم فيها العلم والفضل والفخر

وخَلف آثاراً خوالد بعده

يطيب له مدّ الزمان بها ذكر

على اللغة الفصحى أياديه جمّةٌ

وآثاره في نشر آدابها غر

وما كان يبدي الرأي فيها مقِلّداً

ولكن له الإبداع والفكرة البكر

وما كان في استقرائه العلم جامداً

ولكنه في العلم كان له فكر

يشقّ حجاب المشكلات برأيه

كما شقّ بردّ الليل مذ طلع الفجر

ومن شك فلينظر بكلّ مدينة

تلاميذه من بعده فهم كثر

ليبصر منهم من حجاه مثقّفٌ

ومن لفظه درّ ومن علمه بحر

رزئناه في كلّية العلم هادياً

يضيء به للعلم في أفقها بدر

سيبكيه في كلية العلم منبر

ويرثيه من أبنائها النظم والنثر

فواجعنا في ذي الحياة كثيرةٌ

وأفجعها أن يفقد العالم الحبر

ألا إنما هذي الحياة رواية

يمثلها في كل يوم لنا الدهر

ولو لم تكن للفاجعات فصولها

ممثّلةً ما كان آخرَها القبر


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

الشعر بعد مصابه بكبيره

المنشور التالي

بدا وجه العروبة في حلوك

اقرأ أيضاً

عجبت لرحل من عدي مشمس

عَجِبتُ لِرَحلٍ مِن عَدِيِّ مُشَمَّسٍ وَفي أَيِّ يَومٍ لَم تَشَمَّس رِحالُها وَفيمَ عَدِيٌّ عِندَ تَيمٍ مِنَ العُلى وَأَيّامِنا…