لا تأمنن دنياك في حالة

التفعيلة : البحر السريع

لا تأمَنن دنياك في حالة

مهما تكن زاهية زاهرة

وانظر لعُقبى وزراء مضَوْا

كيف عليهم دارت الدائرة

باتُوا على النَعماء في ليلة

شبَت لهم في صبحها نائرة

إذا قذفتهم عن كراسّيها

وزارة كانت بهم وازره

كانوا كعِقد رائق نظمه

فبَددتهم ضربة ناثره

ضربة جيش لم يكن ناطقاً

إلاّ بنيرانٍ له زافره

بانوا كآساد الشرى رُبَّضاً

فأصبحوا كالنَّعَم النافره

فواحد طار إلى ربّه

ولاذ من دنياه بالآخره

وواحد يصحبه أهله

طارت إلى مصر بهم طائره

لم يَصفُ بالسراء عُرس ابنه

ولم تَرُق ليلته الساهره

واثنان سارا في طريق معاً

إلى حمى سورية العامره

سارا وكل منهما قائل

قول امريء أشجانه فائره

بغداد يا خاذلتي إنني

أسكن بعد اليوم في الناصره

ولست بعد المنُتبأى قاطعاً

ما ربطتني بك من آصره

وكانت الأفواه مكمومةً

فأصبحت من بعدهم فاغره

تلهج بالشتم لهم لاذعاً

وتُكثِر الضحك بهم ساخره

وهي التي كانت لهم قبل ذا

مادحةً حامدة شاكره

هذي هي الدنيا وأبناؤها

في يومنا والحِقب الغابره

لا تنفع الناس مساعيهم

إذا الجُدود انقلبت عاثره

لو قيل لي في الجيش مَن ذا الذي

كان بما أوقعه آمره

قلت سلوا الكرخ فذو أمره

في تلكم الدائرة الماكره

ففي فلسطين وثُوّارها

لهم يدٌ تعرفها القاهرة

قد دبَرت منهم لهم كيدها

حتى غدت منهم بهم واتره

أهل العراقين متى تأبهوا

للغِيَر الهاجمة الدامره

في كل يوم لكم هَيْعة

مضحكة كالنكتة النادره


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ياسين إنك بالقلوب مشيع

المنشور التالي

جئت إلى الدير ضحا يوم الأحد

اقرأ أيضاً