لقد جمع الشيخ هذي الكتب

التفعيلة : البحر المتقارب

لقد جمع الشيخ هذي الكتب

فأنقذها من أكفّ العطب

ورتّبها فهي معروضة

لمن يتناولها من كتب

وكانت لعمرك رهن الغبا

ر مكدسة في زوايا الشجب

يمرّ بها الدهر مطمورة

تعاني الدمار وتدعو الحرب

نسيح العناكب من فوقها

ومن تحتها السوس فيها انسرب

يعيث بها آكلاً طرسها

كما تآكل النار جزل الحطب

وكانت على علم حرّاسها

تحفّ الظنون بها والريب

فمدّ إليها معالي الوزي

ر يداً دأبها الغوث عند الكرب

فأخرج منها كنوز العلو

م لأهل الفنون وأهل الأدب

فها أن ارواح من أوقفوا

مرفرفة فوقها من طرب

كما أن أرواح من ألّفوا

قد ابتسمت كالتْماع الشهب

لقد رضي العلم عن فعله

وإن أخذ الجاهلين الغضب

فما بال قوم غدوا يصرخو

ن صراخاً به يقصدون الشغب

يقولون هذا خلافٌ لما لدى

الناس في وقفها من أرب

فيا للعقول لهذا الغبا

ويا للفحول لهذا العجب

أ للسّوس أوقفها الواقفو

ن أن للعناكب أم للترب

إلى كم نظلّ لأغراضنا

نعارض من دون أدنى سبب

ونجمدُ فيغفلة هكذا

ونمرَح في لهونا واللعِب

أرى هؤلاء ضعاف العقو

ل وإن قد نراهم غلاظ الرقب

تضيق عن الحق أرواحهم

وإن لبسوا واسعات الجبب

فهم يقطعون على المصلحي

ن طريق القيام بما قد وجب

فسر في طريقك مستعلياً

وخلّ ضفادعهم تصطخب

فللشرّ ما صخب الصاخبو

ن وللخير جمعك هذي الكتب

لقد صنتها من طروق البلى

وخلصتها من يد المستلب

وأعددتها لشفاء العقو

ل من الجهل وهو أشدّ الوصب

وما كنت في الرأي بالمستبدّ

ولا كنت في الفعل بالمضطرب

وقد كان عزمك فيما أرد

ت يفل ظبي المرهفات القضب

فمن كان جذلان فليبتسم

ومن كان غضبان فلينتحب


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

يا إمام الهدى ورب المعالي

المنشور التالي

للمسلمين على نزورة وفرهم

اقرأ أيضاً