أتى من مصر طلعتها بن حرب

التفعيلة : البحر الوافر

أتى من مصر طلعتها بن حرب

فأهلاً بالمذلَل كل صعب

وأهلاً بالذي اتخذته مصر

لدفع ملمّة ولقرع خطب

هو الرجل الذي في مصر قامت

له همم تنفّس كل كَرب

تعهّد بالمساعي الغر مصراً

فبدّل جدب تربتها بخصب

أحبّ بلاده فسمعت منها

له شكر الحبيبة للمحبّ

لقد شاهدت مبتهجاً بعيني

له في مصر آثاراً كبارا

ففي الكُبرىَ له متحرّكات

تخلّد في البلاد له الفخارا

معامل مارست غزلاً ونسجاً

فأغنت في صناعتها الديارا

وفي الأسكندرية باخرات

له في البحر تبتدر السفارا

وأما بنك مصر فذاك أمر

به قد جلّ طلعة أن يباري

إذا ما مصر في المال استقلّت

فلا تخشى التأخّر في السياسه

فإن المال أكبر ما يرجى

به نيل السيادة والرياسه

إذا ما الشعب كان أسير فقر

فما تجدي السياسة والحماسة

أيصبح في سياسته طليقاً

أسير أوجب الفقر احتباسه

ولكن من سعى سعيَ ابن حرب

فقد نال السيادة بالكياسة

رجال النيل حُيّيتم رجالاً

بما للعرب فيكم من سمات

بكم طرب الفرات وقال جهراً

لوادي النيل إنك من لداتي

كلانا جاريان على سهول

بأبناء العروبة آهلات

كلانا في الأخاء لنا مواضٍ

ضّمِنّ لنا النجاح بكل آت

وتجمعنا جوامع كبريات

وأكبرهنّ سيّدة اللغات

لقد زرناكم قبلاً فكنُا

على نشز التجلّة والكرامه

فمن بيت يمدّ به سماط

ومن وجه تضيء به ابتسامه

وما هذا لعمر الحق منكم

ببدع بل لكم فيه استقامه

وما زرناكم لكبير ملك

ولكن للأخوّة والشهامه

ألا فلتحي مصر فنحن نرجو

لكم فيها السعادة والسلامه

وكم في مصر من بطل همام

يسير بها على خطوات سعد

وكم راقٍ بها في جوّ علم

ليستهدي بأنجمه ويهدي

وكم ساع لها بخطا ابن حرب

ليسعدها بما يغني ويجدي

ولكن ابن حرب في دجاها

كبدر الأفق حلّ ببرح سعد

فكيف تكون مصر في اِسار

وفيها اليوم من يحمي ويفدي

متى تنقاد للعرب الليالي

فتفتر عن نوازلها النوازي

وترجعهم إلى ما كان قبلاً

لهم من دولة ومن اعتزاز

فيمسوا في العراق على أتحاد

ومصر والشآم وفي الحجاز

هنالك يضحك المجد ابتهاجاً

ويمسي الحق منصلت الجراز

ألا فلتسعدن بفؤاد مصرٌ

كما بغداد قد سعدت بغازي


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أهلاً بأضياف العراق

المنشور التالي

قالوا نخلد ذكره بحديقة

اقرأ أيضاً

آذنوا بالبين جيرانهم

آذَنوا بِالبَينِ جيرانَهُم ثُمَّ راحوا ثُمَّ ما باتوا فَسَرَوا لَيلَهُمُ كُلَّهُ فَغَدَوا وَالهَمُّ أَشتاتُ مِن عُقارٍ تَرَكَت أَلسُنَهُم…