وعَدتْ باستراقةٍ للّقاء
وبإهداء زوْرةٍ في خفَاءِ
وأطالَتْ مَطْلَ المُحب إلى أنْ
وجَدتْ خُلْسَةً من الأعداء
ثم غارتْ من أن يُماشيَها الظلْ
لُ فزارتْ في ليلةٍ ظَلماء
ثُمّ خافَتْ لمّا رأتْ أنجمَ الّلي
لِ شَبيهاتِ أعيُنِ الرُّقبَاء
فاستنَابَتْ طيفاً يُلمُّ ومَن يَمْ
لكُ عَيْناً تَهُمُّ بالإغفاء
هكذا نَيْلُها إذا نوَّلتْنا
وعَناءٌ تَسَمُّحُ البُخلاء
يَهْدِمُ الإنتهاءُ باليأسِ منها
ما بناه الرّجاءُ بالإبتداء
وقليلُ الإحسانِ عندي كثيرٌ
لو تَوقَّعْتُه من الحَسناء
فمتى للغليلِ يا صاح يَشْفي
مَن شكا ظَمْأةً إلى ظَمياء
هو جَدّى المَوسومُ بالغَدْرِ في الحُبْ
بِ متى ما اتَّهمْتُه بالوفاء
كلّما مال مَن أُحبُّ لادُنا
ئىَ لَجّ الزّمانُ في إقصائي
ولَعَهْدي واسْمي إلى أُذْنِ أسما
ء لحُبّي كالقُرْطِ في الإسماء
قبلَ تَعتادُ من عِذارى طُلوعاً
كُلَّ يومٍ بَيضاءُ في سَوداء
حين أغدو لا للحبيبةِ من ده
رِي ولا للشّبيبةِ استخْفائي
لست أُنسىَ يومَ الرّحيلِ وقد غَرْ
رَدَ حادي الرّكائبِ الأنضاء
وسُليَمْى مَنَّتْ بِردِّ سلامي
حين جَدَّ الوداعُ بالإيماء
سفَرتْ كي تُزوِّدَ الصَّبَّ منها
نظْرةً حين آذنتْ بالتّنائي
وأَرتْ أنها من الوَجْدِ مثْلي
ولها للفراقِ مثْلُ بُكائي
فَتباكَتْ ودمعُها كسقيطِ الطْ
طلِ في الجُلَّنارةِ الحَمراءِ
وحكى كُلّ هُدْبةٍ لي قَناةً
أنهَرتْ فَتْقَ طعنةٍ نَجلاء
فتَرى الدمعتين في حُمرةِ اللّوْ
نِ سَوداءً وما هُما بسَواء
خَدها يَصْبُغُ الدّموعَ ودمْعي
يَصبُغُ الخَدَّ قانياً بالدِماء
خَضَب الدّمعَ خَدَّها باحمرارٍ
كاختضابِ الزجاجِ بالصّهباء
يا صَفيّي من الأخلاِّء والعَي
شُ حَرامٌ إلاّ مَع الأصفياء
لا تَسَلْني من أين أقبلَ سُقْمي
وأَبِنْ لي من أين أبغي شِفائي
مَن عذيري وهل عَذيرٌ من الأيْ
يامِ مهما أَفرطْنَ في الإلتواء
من زمانٍ جَفا فأضحَتْ ولم تَظْ
لِمْ بنوهُ أشباهَه في الجَفاء
وكرامٍ مثْلِ الأهِّلةِ أيا
مَ سِرارٍ فما لَها من تَراء
وقَرَاري على وُعودِ الأماني
وارتقابي لها صباحَ مَساء
واعتِلاقي بعَزْمةٍ ثُمّ لا أدْ
ري أمامي خيرٌ لها أم ورائي
ومَبيتي مؤُرَّقاً طُولَ لَيلي
واقتْضائي مَدائحَ الكُبَراء
وهُمُ مُعرِضون عنّي وآبى
أنا إلاّ أُكرومَتي وحَيائي
ذا امتعاضٍ أُخفي اختلالي عنِ الرَّا
ئي كإخفاءِ واصلٍ للرّاء
فأَعِد نَظْرةً بعَينكّ تُبصرْ
عَجَباً إنْ عَرَفْتَ عُظْمَ ابتلائي
كيف حالي ما بينَ دَهْرٍ وشِعْرٍ
ذاك والى هَدْمي وهذا بنائي
في زمانٍ لم يُبْقِ في قَرْضِ شعْرٍ
طائلاً من غنىً ولا مِن غَناء
ما عدا غَيْظَ حاسدٍ كلّما استُح
سِنَ شعري معْ قلّة الإجداء
ما تَرى اليومَ والمُعسكرُ يا صا
حِ مَضَمَّ للنَّاس رَحْبُ الفناء
أنّني منه في ذُرا مَعشرٍ غُرْ
رٍ وأبناء دولةٍ غَرّاء
نازِلاً وسْطَهم وإن كنتُ منهم
عند قَصْدِ التّقريبِ والإدناء
مثْلَ ما في القرآنِ من سورةِ النّا
سِ يُرَى بعدَ سُورةِ الشُعراء
لا التفاتٌ ولا سؤالٌ عنِ الحا
لِ ولا نَظْرةٌ من الإرعاء
ذو انكسارٍ في كسْرِ مُخلقةٍ طَلْ
ساءَ مَحطوطةِ المطا وقصْاء
وهْي غبَراءُ مَن رآني وصَحبي
تحتها خالَنا بني غَبراء
وأُراها ما طنَّبتْ مثْلَ ذي الغَب
راء كَفُّ امرىءٍ على الغَبراء
شاب منهم سَوادهُا غيرَ مَظْلو
مٍ بطُلِ الإصباح والإمساءِ
تَركتَهْا الأيامُ لو نصعَ الّلو
نُ كآلٍ يلوُج في بَيْداء
تَتَراءى للناظرِينَ خيالا
فهْي وسَطَ الهواء مثْلُ الهواء
كلّما مَسّها من الشّرقِ ضّوءٌ
خِفْتُ وشْك اختلاطِها بالهَباء
هذه حالتي وفي مثْلِ هذي
حَلّتي إن حلَلْتُ معْ نُظرَائي
ولكَم ناقصٍ قصيرِ يدِ الفَضْ
لِ وحاشا معاشرَ الكُرماء
حاجِبٌ دون حاجِبِ الشمسِ عنه
ظِلُّ مَبنيّةٍ له قَوراء
لائقٌ أن يقالَ فيه وفيها
واللّيالي مُعتادَةُ الإعتداء
ما حَكَوا في النّواةِ والمَعقليّ ال
مُبْتَنى عن حُرَيبٍ الفَأفاء
كلُّ قومٍ أفاضَ قومٌ عليهم
خِلعاً ذاتَ بهجةٍ وبَهاء
كنسيجِ الرياضِ وشّتْه بالأن
وا رِ صُبْحاً أناملُ الأنواء
غيْرَ أنّا من كلِّ ما خَلَع النّا
سُ وأسنَوا من بُردَةٍ ورِداء
قد قنَعِنا بخِلعةٍ ذاتِ تَلْمي
ع قليل أوخرقة بيضاء
حُلوةِ القَدِّ رَحْبةِ الذَّيْلِ بَرد الصْ
صَيفِ في حِضنِها وحَرُّ الشِّتاء
جَيبُها في ضلوعِها والعُرَا في الذْ
ذيْلِ إن نُشِرّتْ غداةَ اكتِساء
ثُمّ من بعدِ أن تُزرَّرَ يُكسا
ها الفتَى وهو أظرَفُ الأشيْاء
مَلْبَسٌ للحُلولِ يُخلَعُ للرِح
لةِ عند استماعِ رَجْع الحُداء
إن أقامُوا عَلا الرؤوسَ وإن را
موا مَسيرا عَلا على الأمطاء
رَكّبتْه الأيدي كَتركيبِ بَيْتٍ
من قَريضٍ مُناسبِ الأجْزاء
ذو عَروضٍ وذو ضُروبٍ ولا عَي
بَ لَها لاحِقٌ من الإقواء
وهْى حَدْباءُ في فَتاءٍ منَ السِنْ
نِ قريبٍ لافي أوانِ فَتاء
حَدِبٌ قَلْبُها علينا وقد يُمْ
تع أيضاً تَحَدُّبُ الحَدباء
غيرَ أنْ لا تقومُ إن هي لم تُمْ
سِكْ بشُعْثٍ مَشْجوجةِ الأقفاء
عَوْجةٌ لي على الجبالِ أُتيحَتْ
بعدَ عَهْدٍ قد طالَ بالزَّوراء
تَرَكتْني مُعانِياً لمَعانٍ
وأعادتْ أعادياً أصدقائي
رَنّقت مَشْربي وقد كان عَيْنٌ الشْ
شَمْسِ والماء دونه في الصّفاء
بعد عهْدي بعِيشتي وهْي خَضْرا
ءُ تثَنّى كالبانةِ الغَنّاء
وأموري كأنّها أَلفِاتٌ
خَطّهُنّ الوَلىُّ في الاستواء
لِوليّ الدينِ المُقدَّمِ سَبْقٌ
إنْ تبَارَتْ خيْلُ العُلا في الجِراء
لنجيبٍ في دَهْرِه ابنِ نجيبٍ
وبلوغُ الغاياتِ للنُّجباء
صارمُ الرّأي يُخجِلُ البيضَ والسُّم
رَ بحَدِّ اليراعةِ الرَّقْشاء
طالعٌ في ثَنّيةٍ رحبَةِ الذِر
وةِ للفضلِ صَعْبةِ الرَّقْشاء
ناثرٌ ما يزالُ في الطِّرس دُرّاً
حَسدَتْ حُسنَها نجومُ السّماء
فحَنتْ قَدَّها لِلَقْطٍ منَ الأُفْ
قِ إليها كوَاكبُ الجوزاء
لو بنو مُقلةٍ رأوْهُ لأضحَى
ولَقَلّوا لمَجْدهِ من فِداء
بعزيزَيهمُ السّمَّيينِ يُفْدَى
من عيونٍ لهم ومن آباء
ولآلَى أبو عَليٍ يَميناً
مُظهراً للوليّ صِدْقَ الوَلاء
لا إلى مُقْلةٍ أبى لو عَلمْتُم
بل إلى مُقلةٍ تَراهُ انتمائي
دَرَجوا ثمّ جاءَ مَن هو أعلَى
دَرَجاً فلْيدُمْ قرينَ العَلاء
ولنا في الوَليِّ مُسْلٍ عن الوَسْ
ْمىِّ فلْيبقَ عادِم الأكفاء
كفْؤُكّفِ الولِيِّ لم يُرَ للكُت
تابِ يوماً في الحُدْث والقدماء
يا ولياً يرَوِّضُ الطرسَ طُولَ الدْ
دَهْرِ فَضلاً بَقِيتَ للأولياء
هكذا ماطِرَ الأناملِ طَلّاً
للقراطيس وابِلاً للرّجاء
نعْمَ ذُخرُ الآمالِ عمْرُك فابقَ الدْ
دَهرَ للمُرتجي أَمَدَ البقاء
زِنتَ وجهَ الدّهرِ الذي شانَهُ النّق
صُ فلا زلْتَ غُرّةَ الدَّهماء
أنت لولاك كان للناسِ في الأف
واهِ ذِكْرُ الكريمِ كالعَنقاء
لك منّي في الصّدْرِ حُسنُ ولاءٍ
رَشْحُه ما بقيتُ حُسْنُ ثناء
دُرُّ لَفْظٍ في تبْرِ مَعْنىً مَصوغٍ
فتقرَّطْهُ يا أخا العلياء
فَحُلِيُّ الرّجالِ صَوْغُ يدِ الفكْ
رِ وصَوغُ الأيدي حُلِيُّ النِّساء
عَفْوَ طبْعٍ جاءتْك فاجْتلِها حس
ناء بكراً فالحُسنُللاجتلاء
من مُواليك للفضائلِ حُبّاً
وموُالي أسلافِك السُّعَداء
ووِدادُ الأحرارِ في الدّهرِ من أش
رَفِ إرْثِ الآباء للأَبْناء
يَذخرُ الدّهرُ منك في خَللِ الأي
ْيامِ عَضبْاً ذا رَوْنَق ومَضاء
وليِومٍ يُعِدُّك المُلْكُ ذي جَدْ
دٍ وجِدِّ وذي سناً وسَناء
قُلْ لَمنْ ظَلَّ فضُلهُ وهْو جَمٌ
عن مديحٍ يُصاغُ ذا اسِتغناء
فإذا ما بَعْثتُ بابنةِ فكْري
لك جاءتْ تَمشي على استِحيْاء
إن كَساكَ المديحَ فِكري فكم قد
أمطَرتْ ديمةٌ على الدأْماء
كيف أُهدِي لكُ الثّناءَ وأوصا
فُك فُتْنَ الأوهامَ عُظْمَ اعتلاء
وأنا منك في القياسِ وإنْ فا
قَ بني الدّهرِ خاطري في الذَّكاء
مثْلَما في الحسابِ من واضعِ الشّط
رنْجِ بالبُعْدِ تابِعُ السِيَماء