قضَى على جَدِّ شانيكم بإتْعاسِ
وخَصَّ قلبَ مُواليكْ بإيناس
عِزٌّ قدمْتَ به تَختالُ مُبتهِجاً
في ظِلِّ مُعتَلِجِ الأطرافِ نَوّاس
وعُدتَ بالخيلِ مَنصوراً فوارسُها
عَوْدَ الأُسود إلى أَفناء أَخياس
لمّا قَدِمْتَ على إثرِ الرَّبيعِ لنا
هَزَّ النّدى كُلّ غُصْنٍ للمُنى عاس
أَنْدَى الرَّبيعَيْنِ للرَّاجي بنانُ يَدٍ
مليئةٍ بسِجالِ الجُودِ والباس
وأَكْرمُ الوابلَيْنِ الدانِيَيْنِ يَدا
مُبخِّلٍ كُلَّ واهي القَطْرِ رَجّاس
أنت الّذي قَرَنَ الخُلْقُ الكريمُ له
سَماحَ كعْبٍ بإقدامِ ابْنِ مِرداس
لا ذاكراً عِظَمَ الأحقادِ إن سلَفتْ
ولا لأدنَى حُقوقِ القومِ بالنّاسي
حِلْمٌ رسا وتَسامَتْ فوقَه هِمَمٌ
كما تَسامَتْ فروعُ الشّاهِقِ الرّاسي
يَحِنُّ للمجدِ يَستقصي مَداهُ إذا
حَنَّ الخليعُ إلى النَّدْمانِ والكاس
إذا أظلَّتْ هوادي الخَطْبِ واشتبهتْ
كسَمْتِ طامسةِ الأعلامِ أملاس
رَميْتَ بالرأيِ لا يُخْطِي شَواكلَها
والفَسْلُ يَضرِبُ أخماساً لأسداس
رَأيٌ إذا بتُ دون المُلْكِ تُعمِلُه
حَسِبتَه في الدُّجى لألاءَ نِبْراس
ومأزِقٍ يَملأُ الأسماعَ مَوقِفُه
دَعْوَى فوارسَ أو تَصهالَ أفراس
والبِيضُ في سُدُفاتِ النَّقْعِ لامعةٌ
كَفرْعِ أشمطَ مَوشيٍّ بإخْلاس
صاك النّجيعُ بها تحت العَجاجِ كما
وَشَّحْتَ أوضاحَ قِرطاسٍ بأنقاس
فَرَّجتَ ضِيقتَه والخَيلُ عابِسةٌ
تَرْدي بكلِّ رَبيطِ الجَأشِ قنْعاس
حتّى تركْتَ العِدا شَتَّى مَصارِعُهم
فهم رهائنُ أقيادٍ وأرماس
مآتمٌ لنساء المارقِينَ غَدَتْ
بها لذِئبِ الغَضا أيّامُ أعراس
مَيامناً لو دعا آلُ الرّسولِ بها
على العِدا نُصِروا في يومِ أوطاس
يا ماجداً خَضِلاً تاه العلاءُ به
فَهزَّ أعطافَ عالي التِّيهِ مَيّاس
وأعدَتِ النُّورَ شمسَ الأفْقِ غُرَّتُه
كما تَوقَّد نِبراسٌ بنِبْراس
يُخالِطُ البِشْرَ في ضاحي أسِرَّتِه
حَياءُ أروعَ للأقْرانِ فَرّاس
ويَظلِمُ المالَ للعافِين مجتهِداً
ظُلْماً كَساهُ به حَلْيَ العُلا كاس
قلبٌ على مالهِ من فَرْطِ رأفتِه
على كَرائمهِ يومَ النَّدى قاس
نَماكَ للمجدِ حتّى مَلّكوكَ بِه
نَواصيَ الفخر قَومٌ غيرُ أنكاس
ساسوا الممالكَ حتّى قرَّ نافرُها
لم تَبقَ مكرمةٌ إلاّ بِسُوّاس
منَ قاس غيرَكمُ يومَ الفخارِ بكمْ
فإنَّما قاس أشخاصاً بأجناس
عَمرْتَ بعدَهمُ للمُلكِ منزلةً
عَجماء قبلك لم تُعْمَرْ بآناس
وخَصَّك المَلكُ المَيمونُ طائرُه
بمفْخَرٍ جَلَّ عن حَدٍّ ومقْياس
إذا تَسامَى إليه حاسدٌ وقَفتْ
أنضاءُ آمالِه صُغْراً على الرّاس
لمّا دَعاكَ مليكُ النّاسِ قاطبةً
بتاجِه المُعتلي يا أشرفَ النّاس
أرادَ أنّك والأعداءُ راغمهٌ
تَدومُ كالتّاج مَحمولاً على الرّاس
أدْنَى سَراياكَ ما تَرمي العدوَّ به
كوامناً خيلُه في طَيِّ قِرْطاس
يَسْري إليهم سِراراً لا يَنِمُّ به
إلى المسامع إصْغاءٌ لأحْراس
جَيشٌ يُكِتّبُهُ في كُتْبِه قَلَمٌ
يَرمي خُدودَ العِدا طُرّاً بأنقاس
يُرضِي ولّياً ويُشْجي حاسداً أبداً
بعِزّ جاهِك فهْو الجارِحُ الآسي
زجْرْتُ بالسّعدِ طَيْري منكَ مُغْتبِطاً
لمّا زَجرْتُ إلى ناديك أعياسي
فلامَني فيكَ أقوامٌ وهل عَجَبٌ
إنّ الحُطيئةَ يُطْرِي آلَ شَمّاس
أجَلْ وَلاؤكَ موسومٌ به أبداً
قلبي ومَدحُكَ موصولٌ بأنفاسي
وما قصَدْتُك إلاّ بعدَ ما اجتمعَتْ
وَسائلٌ أحصدَتْ للنُّجْحِ أمراسي
ولو تَعرَّيتُ عنها لم يَضِرْ أملي
إنّ الغزيرةَ لا تَمْرِي بإبساس
غَرسْتُ عندك آمالي لأُثمرَها
فامِطْر بإنْعامِك المأْمولِ أغراسي
وكلُّ حَيٍّ فقد أولَيتَه نِعَماً
فهل لرأيِكَ إنعامٌ على شاس
لا زِلْتَ في حُلَلٍ للعيشِ ذائلةٍ
ما فاحَ في الرَّوضِ نَشْرُ الوَرْدِ والآس