هبت نسيمات السرور

التفعيلة : البحر الكامل

هبت نسيمات السرور

بحديث ربات الخدور

وسرت فاهدت للفوا

د عرار ذياك العبير

مرت بهن سحيرةً

فتحملت نشر الثغور

وتأرجت إذ لاثمت

تلك المباسم في البكور

جاءت ضحى فتماوجت

في عرف لبنان العطير

والروض قد خلع الربيع

عليه كالثوب النضير

يزدان بين مسلسل

مثل العذار ومستدير

والزهر يشرق ضاحكاً

في غرة السفح المطير

لعبت به أيدي الصبا

فلوى النحور على الخصور

والغصن صفق راقصاً

يهتز من فوق الغدير

ولهان هيجهُ الهوى

كحنين ساجعة الطيور

يا صاح هل للصب من

ألم الصبابة من مجير

أم للمتيم غير تذ

كار الأحبة من سمير

من لي بها قناصةً

ولعت بتعذيب الأسير

هيفاءُ يشرق وجهها

كالبدر في ليل الشعورِ

ميادة لعبت بقا

متها الصبا عند المسير

يا ظبيةً سلبت بدو

ر التم بالوجه المنيرِ

ما قيل فيك ظبيةٌ

إلا لفرطكِ بالنفورِ

قِليّ لقد أسرفتِ في

فتك الفواد المستطير

نهداك والعينان تف

تن بالنشاط وبالفتور

أفدي بروحي مبسماً

قفل العقيق على الخمور

من منجدي في حبها

يا صاحبي أو من عذيري

أدر المدامة واسقني

واشرب مع الظبي الغريرِ

وتعاطها أن لم تجد

ورد الخدود على الزهور

صهباءَ حلل مزجها

بنت الشموس إلى البدور

سبكت لنا في الراح إكس

يراً لتذهيب الكدورِ

حيى بتدين الإله

وجادها غيث السرور

دار تضوع مسكها

ريح الصبا عند العبورِ

أجرى الصفاءُ بروضها

شهداً من الماء النميرِ

وتدفقت من حولها ال

أنهار بالخير الكثير

رقصت جواري مائها إل

فضي تصدع بالهدير

سقت الغصون فمسن كال

ندمان سرّت بالحضور

للَه بركتها الكبيرة

مورد الطرب الوفير

حفت بسروٍ كالقيا

نِ تآزرت خضر الحريرِ

يلحظن سلسالاً يدو

ر بهنّ كالساقي المديرِ

واستنهضت فوارها

يهدي لها درر النحورِ

سامي القوام يميس في

ثوب اللجين على سرير

دارت ميازيب السبا

ع به تمثل كالحضور

يزداد رقصاً كلما

غنت لديه كالزمور

متدفقاً فكأنه

كف الشهابيّ البشيرِ

فهو الأمير بن الأميرِ

بن الأمير بن الأميرِ

والماجد الباني ذرى

العلياءِ بالعدل الشهيرِ

مولىً أيادي بذلهِ

أربت على فيض البحورِ

أبداً ترى أمواله

مقبوضة بيد الفقيرِ

ذو كيمياءِ الحمد إذ

هو جابر القلب الكسيرِ

طوبى للأثم كفهِ

قد فاز بالكرم الغزير

قرمٌ كريم أروعٌ

شهم عزيز المستجير

بطلٌ يحكم سيفهُ

في جبهة البطل الهصور

ظفرت يداه بالعلى

رغماً على كيد النظير

فكأنه والحرب تض

رم والكماة على الظهور

ليثٌ يلاعب أرقماً

من فوق سرحان دريرِ

يمحو ظلام سوادها

بضيا صوارمه الذكورِ

ذو أسمرٍ جعلت له

مهج الفوارس كالنذور

عسّال إلّا أنه

يسقي مراراً في سعيرِ

فكأنه هاروت في

إخراجه كنز الصدورِ

يا سيداً سادت به

أطلال لبنان الفخورِ

وافت لبابك غادةٌ

هيفاءُ من خدر الضميرِ

عذراً تفاخر فيكم

شعر الفرزدق أو جريرِ

تهديك موفور الدعا

والمدح من عبدِ شكورِ

ثم الهناءَ بخلعةٍ

لم تلق غيرك من نصيرِ

غراءُ جاءت بالسعو

د إلى علاك وبالحبورِ

بسّامة قد غازلت

علياك في طرف قريرِ

وتفاخرت إذ أصبحت

مخطوبة المولى الكبيرِ

ميمونةً أرختها

دامت تزف مدى الدهورِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ما لذة المرء بالكاسات والوتر

المنشور التالي

أنشاه منشي العدل ذو الشرف الذي

اقرأ أيضاً