إذاً، تريد أن تصبح كاتباً ؟

التفعيلة : حديث

ما لم تخرجْ كانفجارٍ من داخلكَ
رغماً عن كلّ شيء
لا تكتبْ.
ما لمْ تخرجْ من تلقاءِ ذاتها
من قلبك، من رأسك، من فمك، من أحشائك،
لا تكتبْ.
إذا كان عليكَ أن تجلسَ لساعاتٍ
محدّقاً في شاشة الحاسوب
أو منحنياً على الآلة الكاتبة
باحثاً عن الكلمات
لا تكتبْ.
إنْ كنتَ تكتبُ من أجل المال أو الشهرة
فلا تكتبْ.
إن كنت تكتبُ لكي تستدرجَ النساء إلى سريرك
فلا تكتبْ.
إذا كنتَ تجلسُ طويلاً
وتعيد الكتابة مراتٍ ومرات
فلا تكتبْ.
إذا كان التفكيرُ بالكتابة يوجعُ رأسك
فلا تكتبْ،
إن كنتَ تحاولُ أنْ تقلّد أحدَ الكتّاب
فانسَ الموضوع.

إذا كان عليكَ أنْ تنتظر حتى تخرج مدوّيةً منك
فانتظر واصبرْ.
وإذا لم تخرج مدويّة منك
افعلْ شيئاً آخر.

إذا كنت تعرضُها على زوجتك أو حبيبتك أو صديقك أو والديك
أو أي شخصٍ آخر
فأنتَ غيرُ جاهز بعدُ.

لا تكنْ مثل الكثيرين من الكتّاب
لا تكنْ مثل آلاف الناس الذي سمّوا أنفسهم كتّاباً،
لا تكن بليداً ومملاً ومتحذلقاً
لا تدع الغرورَ يستهلكك،
مكتباتُ العالم قد تثاءبتْ حتى النوم
بسبب أمثالك،
فلا تزدْ عليها
ولا تكتب.

إن لم تخرج من روحك مثل الصاروخ
إن لم يكن صمتك سيقودك إلى الجنون أو الانتحار أو القتل
لا تكتبْ.
إذا لم تكنِ الشمسُ التي في داخلك
تحرقُ أحشاءك
لا تكتبْ.

وحين يجيءُ الوقتُ المناسب
وإذا كنتُ موهوباً حقاً
ستحدثُ الكتابةُ من تلقاء ذاتها
وسيتكرّر الأمرُ دائماً
إلى أنْ تموت
أو تموت الكتابةُ في داخلك.

لا توجدُ طريقة أخرى
ولم توجدْ يوماً.


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

الطائر الأزرق

المنشور التالي

الجيل الأخير

اقرأ أيضاً

مهفهف الأعطاف مرتج الكفل

مُهَفْهَفُ الأَعْطَافِ مُرْتَجُّ الكَفَلْ مُحَكَّمُ الأَجْفَانِ مِنْ كُحْلِ الكَحَلْ طُوِّقَ فِي الجِيْدِ كَتَطْوِيْقِ الحَجَلْ بِعَارِضٍ مُنْقَطِعٍ لَمْ يَتَّصِلْ…