همُ ابتلوها وقالوا
بأنَّ فيها البَليَّةْ
وكبَّلوها وشَدُّوا
قُيودَها القَهْريَّةْ
غنيمةً صَيّروها
وسُلعةً وهَديّةْ
يا وَيحَهُم صوّروها
مَنبوذةً سَلبيّةْ
قالوا: لها نِصْفُ عَقْلٍ،
فهل تكونُ ذكيَّةْ؟
ليسَتْ كما وَصَفوها
لِكونها شَرْقيَّةْ
لكنّهمْ غيَّبوها
عن موْكِبِ البَشَريَّةْ
واليوْمَ يُطلَبُ مِنها
أن تَدْحَرَ الغَربيَّةْ
في العِلْمِ والفَهْمِ
حتّى في جَوهرِ الحُريّةْ
يا قومُ لا تظلموها،
لا تجعلوها ضَحِيَّةْ
فإنَّ فيها كُنوزًا
وثرْوةً وَطَنيَّةْ
واستنهَِضُوها بحَثٍّ
وَحِكمَةٍ وَرَوِيَّةْ
ومهّدوا الدَّربَ حتّى
تَسيرَ فيهِ أبيَّةْ
مَرْفوعَةَ الرَّأسِ فكرًا
وقدرةً أدَبيّةْ
تجنوا ثِمارًا، لعَمْري،
لذيذةً وشَهيّةْ
من يزرعِ الجَهْلَ يَحْصِدْ
بَيَادرَ الأمِّيّةْ!
اقرأ أيضاً
أيا يدا قد خصها ربها
أَيا يَداً قَد خَصَّها رَبُّها بِآيَةِ الإِعجازِ في الخَلقِ وَمِشرَطاً جُمِّعَ مِن رَحمَةٍ وَصيغَ مِن يُمنٍ وَمِن رِفقِ…
وداو عدوا داءه لا تداره
وَداوِ عَدواً داءَهُ لا تُدارِهُ فَإِنَّ مُداراة العِدى لَيسَ تَنفَعُ فَإِنَّكَ لَو دارَيتَ عامَينِ عَقرَباً وَقَد مُكِّنَت يَوماً…
يا سمي الذي له دانت الجن
يا سَمِيَّ الَّذي لَهُ دانَتِ الجِن نُ وَجاءَت بِعَرشِها بَلقيسُ غَيرَ بِدعٍ إِذا أَطاعَت لَكَ الإِن سُ وَهامَت…
أجرني من دهر أساء جواره
أجِرْني من دَهرٍ أساءَ جِوارَهُ ولسْتَ ترى كالدَّهرِ سُوءَ جِوارِ فرَسْمُكَ جارٍ مُذْ عرَفْتُكَ إنَّهُ إذا جارَ دَهْرٌ…
خليل لي أكاتمه
خَليلٌ لي أُكاتِمُهُ أَراني لا أُلائِمُهُ خَليلٌ لا تَهُبُّ الري حُ إِلّا هَبَّ لائِمُهُ كَذا مَن نالَ سُلطاناً…
يا طرة الشيح بسفح عاقل
يا طُرَّةَ الشّيحِ بسفْحِ عاقِلِ كيفَ تُناجيكِ صَبا الأصائِلِ لا خَطَرَ النَّعامُ فيكِ مَوْهِناً يَريغُ تَوشيمَ الخِضابِ النّاصِلِ…
إن تكونوا حماتها وبنيها
إِنْ تَكُونُوا حُمَاتَهَا وَبنِيهَا مَا لِتِلْكَ الذِّئَابِ تَعتَسُّ فِيهَا أَفَترْضَوْنَ أَنْ تَهُونَ عَتِيداً بَعدَ ذَاكَ الإِبَاءِ فِي مَاضِيها…
بقود سما باللوث حتى أباده
بِقَودٍ سَما بِاللَوثِ حَتّى أَبادَهُ مِنَ العَيشِ وَاِستَلهى شُهودَ العَواهِنِ