حي الكنانة غدوة استقلالها

التفعيلة : البحر الكامل

حي الكنانة غدوة استقلالها

واحمد بلاء الصيد من أبطالها

تلك المعاهد البعيد منالها

أدنت مساعيهم بعيد منالها

خطت بما قطرت قلوب شبابها

وبمثله قطرت عقول رجالها

قل للذين تعمدوا إبطالها

لا تسرفوا ما الغنم في إبطالها

يبغون إعجال المطالب كلها

ويعز ما يبغون من إعجالها

فز بالتي واتتك من أمنية

واعتد ما تعتد لاستمالها

وإذا بررت بأمة مغلولة

فالحزم أن تفتك من اغلالها

أمواقف الحلفاء من إعزازها

كمواقف الأعداء من إدلالاله

هي فرصة سنحت ولم يك نافعا

ندم يفت القلب بعد زوالها

سنحت وبالأيام عنها غفلة

هل كان حسن الراي في إفالها

إن السياسة وعرة ومراسها

صعب وواديا لتيه في اذيالها

لا تؤمن الزلات والحكم الهوى

في الفرق بين صوابها وضلالها

لكن هدى فيها لاكنانة نخبة

زكتهم جلاوتهم بمجالها

ما لاجبهة الزهراء إلا صفوة

جمعت عزائمها ليوم نضالها

من كل أروع باسل ومحنك

درب ومبرم عقدة حلالها

ومثقف ثبت وندب حول

يتتبع الشبهات في تجوالها

مسلح بالراي ليس يفوته

في كل معضلة جواب سؤالها

ومراقب في نفسه وبلاده

ذمم العلى مستمسك ببالها

ومعود في خوض كل كريهة

ألا يباليها على أهوالها

رمت الكنانة إذ رمت أهدافها

بهم فكانوا صائبات نبالها

ولو أنها جنحت إلى خذلانهم

لغدا عدول الخلق من عذالها

فتح ستتلوه الفتوح وهمة

حملت بوادرها ضمان مالها

ولجت به باب الحياة وهيأت

للمجدما يرجوه يوم صيالها

بالخلادات الذكر من أسمائها

والخالدات الإثر من أفعالها

هي أمة شغفت برياتها

فاظنن بطيب البث يوم وصالها

بالأمس أبدت للزعيم شعورها

في زينة خلابة بجمالها

لو شبهت أعيادها الخرى بها

ما كانت الأعياد من أمثالها

واليوم أفصح مجلسا نوابها

عن رايها وهما لسانا حالها

فبدت مشئتها وحصحص ما ترى

حقا عليها بعد حل عقالها

أتوافق الأيام في إدبارها

وتخالف الأيام في غقابلها

يا سعد جلت ماثراتك عندها

عن أبلغ الإطراء في اقوالها

بالأمس تعههدها وذلك جهدها

فخذ الثناء اليو ممن أعمالها

أطلل عليها باسما متألقا

من حيث تبدو الزهر في إطلالها

وحيالك الشهداء من آسادها

ويحالك الشهداء من أشبالها

نخب من النخب الأعزة عوجلت

من أجل هذا اليوم في آجالها

وانظر إلى مصر الوفية راضيا

عما تراه من جديد خلالها

أيقظتها وظللت بعد نهوضها

عنوان عزتها ورمز جلالها

فإذا هي استبقتك بين عيونها

فمثالك المشهود عين مثالها

وغذا بنت لك مضجعا في صدرها

فذخيرة تهدى إلى أجيالها

إن غابت الشمس استضاء بشعلة

عند الخلود السر في إشعالها

من نفسها وبنفسها تذكو فما

تفنى وما ينفى خفي ذبالها

هيهات أن تنساك مصر ولم تكن

يا سعدها إلا مصدق فألها

خلفت فيها مصطفاك فكلما

شهدت مواقفه خطرت ببالها

أدى الأمانة في تقاضي حقها

واستنجز الأيام بعد مطالها

هل أنتما إلا زعيما شعبها

وميسيراها في سبيل كمالها

علمان إن قدرت خصالكما فقد

قدرت ولم تخطيء أجل خصالها

يا ذا الرياسات التي اضفت على

وادي الكنانة وارفات ظلالها

عافاك ربك كيف تضطلع القوى

بأقل ما حملت من أحمالها

قلب الفتى يوهيه شغل واحد

أتطيق ما تبلوه في أشغالها

لكن نفسا في جهادك رضتها

بالحادثات خفافها وثقالها

محصتها تمحيص أغلى جوهر

في ضيم كل ملمة ونكالها

وبذاك اشهدت البلاد مداك في

إنجاح ما بسطته من آمالها

اليوم بين يديك أجمع أمرها

والحال حال الفصل في استقبالها

فلتشهد اليام بعثة شمسها

وليغمر الآفاق ظل هلالها


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

يا دار هند عفاها كل هطال

المنشور التالي

ليس رسم على الدفين ببالي

اقرأ أيضاً