خليلي قد اتسعت محنتي

التفعيلة : البحر المتقارب

خليلي قد اتسعت محنتي

على وضاقت بها حيلتي

عذرت عذاري في شيبه

وما لمت أن شمطت لمتي

إلى كم يخاسسني دائماً

زماني المقبح في عشرتي

تحيفني ظالماً غاشماً

وكدر بعد الصفا عيشتي

وكنتُ تماسكتُ فيما مضى

فقد خانني الدهر في مسكتي

إلى منزلٍ لا يواري إذا

تحصلت فيه سوى سوأتي

مقيماً أروح إلى منزلٍ

كقبري وما حضرت ميتتي

إذا ما ألم صديقي به

على رغبةٍ منه في زورتي

فرشت له فيه بسط الحدي

ث من باب بيتي إلى صفتي

ومعدته من خلال الكلا

م تشكو خواها إلى معدتي

وقد فت في عضدي ما بهِ

ولكن عليه غلبت علتي

وأغدو غدواً ملياً بأن

يزيد به الله في شقوتي

فأيةُ دارٍ تيممتها

تتيم بوابها حجتي

وإن أنا زاحمتُ حتى أموت

دخلتُ وقد خرجت مهجتي

فيرفعني الناس عند الوصول

إليهم وقد سقطت عمتي

وإن نهضوا بعد للأنصرا

ف أسرعت في إثرهم نهضتي

وإن قدموا خيلهم للركوب

خرجت فقدمت لي ركبتي

وفي جمل الناس غلمانهم

وليس سوائي في جملتي

ولا لي غلامٌ فأدعوا به

سوى من أبوه أخو عمتي

ركنت مليحاً أروق العيو

ن أيضاً فقد قبحت خلقتي

يعرق خدي جفاف الهزال

وحاف الشناج على وجنتي

وقوسني الهم حتى انطويت

فصرتُ كأني أبو جدتي

وكان المزينُ فيما مضى

تكسرُ أمشاطه طرتي

وكنت برأسٍ كلون الغداف

فقد صرت أصلع من فيشتي

ويا رب بيضاء رود الشبا

ب كانت تحن إلى وصلتي

فصارت تصد إذا أبصرت

مشيبي وتغضب من صلعتي

على أنني قلت يوماً لها

وقد أمضت العزم في هجرتي

دعي عنك ما فوقه عمتي

فإن جمالي ورا تكتي

هنالك أيرٌ يسرُّ العيون

طويلٌ عريضٌ على دقتي

سوى أنّ قلبي قد ضرفت

ه في شغله بالأسى عطلتي

وكانت بتكريت لي غلةٌ

فغلت بأجمعها غلتي

أغاروا على سمسمي غارةً

تعدت فأنضت إلى حنطتي

فلا أزال في نقمةٍ كل من

أزال بحيلته نعمتي


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ما حال من يأوي إلى منزل

المنشور التالي

أتعشى بغير خبز وهذا

اقرأ أيضاً