كملت لي الخمسون والخمس

التفعيلة : البحر الكامل

كَمُلَتْ ليَ الخمسونَ والخمسُ

ووقعْتُ في مرضٍ له نُكْسُ

وَوُجِدْتُ بالأضدادِ في جَسَدي

غُصْنٌ يلينُ وقامةٌ تَقْسُو

وتَنافَرَتْ عَنّي الحسانُ كما

لحظَ الهصورَ جآذرٌ خُنْسُ

وابيضَّ مِن فَودَيَّ من شَعَري

وَحْفٌ كأنّ سوادَهُ النِّقْسُ

والعُمْرُ يذبُل في مَنابِتِهِ

غَرْسٌ ويلبسُ نضرةً غَرسُ

أَصغَيتُ لِلأَيّامِ إذا نَطَقَتْ

بالوعظ فهيَ نَواطِقٌ خُرسُ

وفهمتُ بعد اللَّبسِ ما شَرَحَتْ

والشرحُ يَذْهَبُ عنده اللَّبسُ

أَضحى بِوَحشَتي المَشيب ولي

بعد الشبابِ بِذِكْرِهِ أنسُ

ومُسايراً زَمنَينِ في عُمري

مصباحُ ذا قمرٌ وذا شمْسُ

دُنْيا الفَتى تَفْنى لذا خُلِقَتْ

وتموتُ فيها الجِنُّ والإنْسُ

إنّا لآدمَ كلّنا ولدٌ

وَحِمامُنَا بحمامه جِنْسُ

وأَقَلُّ ما يبقى الجدارُ إذا

ما انهدّ تحتَ بنائه الأسُّ

يا ربّ إنّ النارَ عاتِيةٌ

وبكلّ سامعةٍ لها حَسُّ

لا تَجعَلَنْ جَسَدي لها حَطَباً

فيه تُحَرَّقُ منّيَ النفسُ

وارْفُقْ بِعَبدٍ لَحظُهُ جَزِعٌ

يوْمَ الحساب ونُطْقُهُ هَمسُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

وريحانة في النفس منبت غصنها

المنشور التالي

حمى حمى الملك منه صارم ذكر

اقرأ أيضاً