خذها يرن لها الجواد صهيلا

التفعيلة : البحر الكامل

خُذها يُرِنُّ لَها الجَوادُ صَهيلا

وَتَسيلُ ماءً في الحُسامِ صَقيلا

بَسّامَةً تُصبي الأَريبَ وَسامَةً

لَولا المَشيبُ لَسِمتُها تَقبيلا

حَمَّلتُها شَوقاً إِلَيكَ تَحِيَّةً

حَمَّلتُها عَتباً عَلَيكَ ثَقيلا

مِن كُلِّ بَيتٍ لَو تَدَفَّقَ طَبعُهُ

ماءً لَغَصَّ بِهِ الفَضاءُ مَسيلا

إيهٍ وَما بَينَ الجَوانِحِ غُلَّةٌ

لَو كُنتُ أَنقَعُ بِالعِتابِ غَليلا

ما لِلصَديقِ وُقيتَ تَأكُلُ لَحمَهُ

حَيّاً وَتَجعَلُ عِرضَهُ مِنديلا

أَقبَلتَهُ صَدرَ الحُسامِ وَطالَما

أَضفَيتَهُ دِرعاً عَلَيهِ طَويلا

ماذا ثَناكَ عَنِ الثَناءِ وَنَشرِهِ

بُرداً عَلى الرَسمِ الجَميلِ جَميلا

أَرِجاً كَما عَثَرَ النَسيمُ بِرَوضَةٍ

لَدناً كَما نَضَحَ الغَمامُ مَقيلا

أَعِدِ اِلتِفاتَكَ وَاِدَّكِرها خِلَّةً

لاتَستَقِلُّ بِها عُلاكَ مُميلا

وَأَصِخ إِلى سَجعِ القَريضِ فَرُبَّما

نَدبَ القَريضُ مِنَ الوَفاءِ هَديلا

وَعُجِ المَطِيَّ عَلى الوَدادِ وَحَيِّهِ

طَلَلاً عَلى حُكمِ الزَمانِ مُحيلا

وَاِبعَث بِطَيفِكَ وَاِعتَقِدها زَورَةً

وَصِلِ السَلامَ عَلى النَوى تَعليلا

وَلَئِن سَأَلتُ بِكَ الغَمامَةَ وابِلاً

يَسِمُ الجَديبَ لَما سَأَلتُ بَخيلا

وَإِذا دَعَبتُ وَلا دُعابَةَ غَيبَةٍ

فَاِغضُض هُناكَ مِنَ العَنانِ قَليلا

وَاِصحَب وَذِهنُكَ مِن هَجيرٍ لافِحٍ

ذِكراً كَما سَرَتِ القَبولُ بَليلا

فَلَقَد حَلَلتَ مَعَ الشَبابِ بِمَنزِلٍ

يَرتَدُّ طَرفُ النَجمُ عَنهُ كَليلا

وَبَدَهتَ لا نَزرَ المَحاسِنِ مُجبَلاً

وَمَضَيتَ لاقَضمَ الغَرارِ فَليلا

مُتَدَفِّقاً أَعيا العُقولَ طَريقُهُ

فَكَأَنَّما رَكِبَ المَجَرَّ سَبيلا

يَستَوقِفُ العَليا جَلالاً كُلَّما

سَجَدَ اليَراعُ بِكَفِّهِ تَبجيلا

لا تَستَنيرُ بِكَ السِيادَةُ غُرَّةً

حَتّى يَسيلَ بِكَ النَدى تَحجيلا

وَسِوايَ يُنشِدُ في سِواكَ نَدامَةً

يا لَيتَني لَم أَتَّخِذكَ خَليلا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

كفى حكمة لله أنك صائر

المنشور التالي

وعسى الليالي أن تمن بجمعنا

اقرأ أيضاً