وَصَقيلِ إِفرِندِ الشَبابِ بِطَرفِهِ
سَقَمٌ وَلِلعَضبِ الحُسامِ ذُبابُ
يَمشي الهُوَينا نَخوَةً وَلَرُبَّما
أَطَرتَهُ طَوراً نَشوَةٌ وَشَبابُ
شَتّى المَحاسِنِ لِلوَضاءَةِ رَيطَةٌ
أَبَداً عَلَيهِ وَلِلحَياءِ نِقابُ
وَبِمَعطِفَيهِ لِلشَبيبَةِ مَنهَلٌ
قَد شَفَّ عَنهُ مِنَ القَميصِ سَرابُ
عَبَرَ الخَليجَ سِباحَةً فَكَأَنَّما
أَهوى فَشَقَّ بِهِ السَماءَ شِهابُ
تَطفو لِغُرَّتِهِ هُناكَ حَبابَةٌ
وَيَموجُ مِن رِدفٍ أَلَفَّ عُبابُ
وَلَئِن تَرَكتُ مِنَ التَصابي مَركَباً
وَلِكُلِّ مَرحَلَةٍ تُجابُ رِكابُ
لَقَد اِحتَلَلتُ بِشاطِئَيهِ يَهُزُّني
طَرَباً شَبابٌ راقَني وَشَرابُ
وَاِنسابَ بي نَهرٌ يَعُبُّ وَزَورَقٌ
فَتَحَمَّلَتني عَقرَبٌ وَحُبابُ
وَرَكِبتُ دِجلَتَهُ يُضاحِكُني بِها
فَرِحاً حَبيبٌ شاقَني وَحَبابُ
نَجلو مِنَ الدُنيا عَروساً بَينَنا
حَسناءَ تُرشَفُ وَالمُدامُ رُضابُ
ثُمَّ اِرتَحَلتُ وَلِلسَماءِ ذُؤابَةٌ
شَهباءُ تُخضَبُ وَالظَلامُ خِضابُ
تَلوي مَعاطِفي الصَبابَةُ وَالصِبا
وَاللَيلُ دونَ الكاشِحينَ حِجابُ
حَيثُ اِستَقَلَّ الجِسرُ فَوقَ زَوارِقٍ
نُسِقَت كَما تَتَواكَبُ الأَحبابُ
لَم تَستَبِق وَكَأَنَّها مُصطَفَّةً
دُهمٌ تُنازِعُكَ السِباقَ عِرابُ
مِن كُلِّ غِربيبِ الأَديمِ لَوَ اِنَّهُ
قَبلَ النَعيبِ لَعيفَ مِنهُ غُرابُ