لأية حال فيض دمعك هتان

التفعيلة : البحر الطويل

لأية حالٍ فيْضُ دمعِكَ هتّانُ

وما هذه نعْمٌ ولا تلك نَعمانُ

أكلُّ مكانٍ للبخيلةِ منزلٌ

وكلُّ حمولٍ للبخيلةِ إظغانُ

وإلا فهلْ أسررت رأي متمّمٍ

فبانَ على آثارِهم عندما بانوا

سقى اللهُ نُعمانَ الأراك مدامعي

وقلتُ ولو أن المدامعَ طوفانُ

ديارٌ بها للسُمْرِ غابٌ وللظِّبا

جداولُ أنهارٍ وللجردِ غِزْلانُ

إذا رتَعَتْ آرامُها قلتُ وجْرةٌ

وإن ربضَتْ آسادُها قلتُ خُفّانُ

نعمتُ بها والعيشُ أخضرُ يانعٌ

وغصنُ الصِبا لدِنُ المعاطفِ ريّانُ

فما نهدَتْ عن شرْعةِ الحبِّ ناهدٌ

ولا أوهنَ الشملَ المجمّعَ وهْنانُ

أما وبدورٍ في غُصونٍ تمايلتْ

وما هي أقمارٌ ولا تلك أغصانُ

لقد جبتَ عرْضَ البيد وهي فسيحةٌ

ودُسْتَ عيرنَ الليثِ والليثُ غضبانُ

ولا صاحبٌ إلا تنسمُ نفحةٍ

هزَزْتَ لها عِطْفي كأنيَ نشوانُ

يميلُ إليها أخدعُ الصبِّ كبكبٌ

ويَلوي لها عِطفَ المتيّم ثَهْلانُ

فعُجْتُ مع الشوقِ المبرّحِ طوعَه

ولي كلما لامَ العواذلُ عِصْيانُ

فلما رأيتُ الدارَ حيّيْتُ ربْعَها

وللطَرْفِ إنكارٌ وللقلبِ عِرْفانُ

وقلتُ لها قلبي كأهلكِ قد نأى

فها أنتِ إطلالٌ وها أنا جُثْمانُ

فأينَ أفنانُ القدودِ وقد هفَتْ

فأشْجَتْ لطيرِ الحَلْي فيهنّ ألحانُ

لياليَ تُزْري بالكواكبِ أكؤسٌ

تداورُ بالشمسِ المنيرةِ نُدْمانُ

تصرّمُ ذاك العيشُ إذا تذكُّراً

شَببْتُ له بين الأضالعِ نيرانُ

فإن كنتَ من ماءِ الجزيرةِ راوياً

فإني الى عَذْبِ العُذَيْبِ لظمآنُ

وقد أقطعُ البيداءَ والبدرُ فارسٌ

له الليلُ طرفٌ والكواكبُ خُرْصانُ

بمنجردٍ في الوعرِ وعلٍ وفي النَقا

عقابٌ وفي سهْلِ البسيطةِ سرْحانُ

سَرى وكأنّ الريحَ ملءُ حِزامِه

بها وكأنّي في مَطاهُ سُلَيمانُ

وأخضرَ مرهوبِ الغرارِ إذا بكى

فحاملُهُ طلْق الأسرّة جَذْلانُ

وأرقطَ إما نسبةٌ حين يَنتَمي

فصقرٌ وإما نصْبةٌ فهو بُسْتانُ

وروضٌ به للنهرِ تجري مجرّة

وللزَهْرِ غذّتهُ المواطرُ شَهبانُ

وقد أتْلَعَتْ أجيادَها قُلَلَ الرُبى

فقلّدَها للنورِ دُرٌّ وعَقْيانُ

يعبّرُ عن نشرِ الأثيرِ كأنّما

تجرُّ على تلك الرُبى منه أردانُ

أغرّ له حالا نوالٍ وفَتكةٍ

ففي السِلْمِ مِطْعامٌ وفي الحربِ مِطْعانُ

من القومِ ما غيرُ الظُبى لبيوتِهم

أساسٌ ولا غيرُ الذّوابل أركانُ

إذا جرّدوا بيضَ السيوفِ فما لَها

سوى أرؤسِ الصِيْدِ البَهاليلِ أجفانُ

ظِماءُ حروبٍ من قلوبِ عداتِهمْ

لهم قُلُبٌ والسّمهريّةُ أشطانُ

رعوا من يواليهم وراعوا عداتهم

فأقوامهم عزوا وأضدادهم هانوا

تكفّلهُم للمجدِ أفضلُ كافلٍ

وغذّتْهُمُ من صفوةِ الفضلِ ألبانُ

صفا منهمُ جودٌ عميمٌ ومنظرٌ

وسيمٌ وعِرْضٌ لا يُشابُ وأذهانُ

إذا صمَتوا خفّوا وإن نطَقوا هُدوا

وإن نزَلوا زانُوا وإن ركبوا صانوا

أجاروا وما جاروا وأوْلوا وما ألَوْا

ومنّوا وما منّوا ومانُوا وما مانوا

وكم سقَتْ الأعداءَ كأساً مريرةً

صوارمُ تَثْنيهِمْ صريماً ومُرّانُ

سوامٍ رعَوْا نبتَ الرماحِ فهوّموا

عجافاً وما كلُّ المَسارِحِ سُعْدانُ

تميمٌ تمامٌ فضلُهُم غيرَ أنّهُ

أعزّ وما ذلّوا وأوْفى وما خانُوا

ولستَ تَرى في مَحْكَمِ الذكرِ سورةً

تقومُ مقامَ الحمْدِ والكلُّ قُرآنُ

لهُمْ شرفٌ يزدادُ فخْراً بذِكْرِه

فهُمُ المعالي ناظرٌ وهْو إنسانُ

له قلمٌ كالصِّلِّ لكنْ لُعابُه

لِباغي النَدى شهدٌ وللقِرْنِ ذيفانُ

إذا جالَ يوماً فالأناملُ سابِحٌ

ومُنخَرِقُ الطُرْسِ المنمّقُ ميدانُ

فللهِ منه واحدٌ بين قومِه

وهمْ بين أحياءِ القبائلِ وحْدانُ

يجودُ ويخْفى جودُه فيُذيعَهُ

ثناءً وما بالمِسْكِ يعبَقُ كَتْمانُ

أحبَّ المعالي فاغتدتْ وهْي طوعُه

ومنْ شِيمِ المحبوبِ مَطْلٌ ولَيّانُ

وأسعدَ بالندبِ السعيدِ فللعُلى

تجمُّع شملٍ لا دنا منهُ فُرقانُ

فللمجتلي شمسٌ وبدرٌ تألّقا

وللمُجتَدي سيحانُ فاضَ وجَيْحانُ

ومن عجبٍ أن قسّم الفضلَ فيهما

ولا واحدٌ في قسمة منه نُقْصانُ

علاهُمُ سَماءٌ والأميرُ محمّدُ

بها قمرٌ طلْقُ الأسرّةِ ضَحْيانُ

طلاقتُهُ دلّتْ على طيبِ أصلِه

وفي الفجْرِ وضّاحاً على الصُبْحِ عُنوانُ

ليهنِكُمُ العيدُ السعيدُ وإن غَدا

بفضلكُمُ يزهو جلالاً ويزدانُ

إذا كنتم عيداً لنا كلّ مدّةٍ

فقد باتَ شوّالٌ سواءً وشعبانُ

أقامتْ على جودي جودِك فاكتفَتْ

سفينةُ آمالي وللبُخْلِ طوفانُ

لساني غوّاصٌ وفكريَ بحرُه

وشِعْري درٌّ يُستفادُ ومَرْجانُ

إذا اختالَ فيه لابِسوهُ فحِلّةٌ

تزينُ ومن بعضِ الملابسِ أكفانُ

تقصّرَ عن نُعماكَ أولادُ جفنةٍ

ويعصُرُ عن إدراكِ شأوي حسّانُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

هبهم رضوا غير قلبه وطنا

المنشور التالي

احكم على الثقلين الإنس والجان

اقرأ أيضاً