سندوها من القدود رماحا

التفعيلة : البحر الخفيف

سنّدوها من القُدودِ رِماحا

وانتضَوْها من الجُفونِ صِفاحا

يا لها حالةً من السِّلْمِ حالَتْ

فاستحالَتْ ولا كِفاحَ كِفاحا

صِحْ إذا درّتْ العيونُ دِماءً

إنّهم أثخنوا القلوبَ جِراحا

يا فؤادي وقد أُخِذْتَ أسيراً

أتقنْطَرْتَ أم وضعتَ السِّلاحا

عجباً للجفون وهيَ مِراضٌ

كيف تستأسِرُ العُقولَ الصِّحاحا

قُلْ لأعشارِكَ التي اقتسَموها

ضربوا فيكِ بالعيونِ القِداحا

آه من موقفٍ يودّ به المُغْ

رَمُ لو مات قبلَه فاستراحا

حيثُ يخشى أن ينظِمَ اللثْمُ عِقْداً

فيه أو يعقِدَ العِناقُ وِشاحا

ظو المطايا جوامحٌ لِفراقِ

تستحثّ البُكورُ فيه الرّواحا

وجناحُ النّوى يضمُّ ظِباءً

لم يخفْ في دم الأسود جُناحا

يتجنّى على المَشوقِ ذُنوباً

يجتنيها ثنائِياً وانتزاحا

إنْ أبى دمعُه يُقالُ تسلّى

أو أتى قيلَ ذاك بالسّرِّ باحا

ما على من يقولُ في الحبِّ عارٌ

قاتل الخالقُ الوجوهَ الملاحا

قرّبوا لي الجوى وكان بعيداً

منعوني الكرى وكان مُباحا

ولقد راضَني الزمانُ ذَلولاً

بعد أن كنتُ أستطيلُ الجِماحا

وتناءَتْ مطارِحُ الصّيدِ عني

فأرَتْني لولا عليُّ اطّراحا

حسنٌ جاءَ من أبي الحسنِ النّدْ

بِ فردّ الحِسانَ عندي قِباحا

جدَّ في جودِ كفّه وتناهى

فخشينا بأن يكونَ مِزاحا

وابتداني وما سألتُ نَوالاً

كنتُ لولاهُ قد نسيتُ السّماحا

جاهُهُ شفْعُ مالِه فهو وَتْرٌ

يقتضينا من حالتَيْهِ اقتراحا

فإذا ما أردْتَ كان سَحاباً

وإذا ما أردتَ كان رياحا

ركضَتْ حلبةَ المدائح كما

أن أصابت طُرْقَ الثّناءِ فِساحا

والقوافي خُرْسٌ فإن جُعِلَ الجو

دُ مَسيحاً لها أُعيدَتْ فِصاحا

كم أُديرَتْ عليه كأسُ ثناءٍ

هزّ أعطافَه إليها ارتِياحا

مغرمٌ بالعُلا يسوقُ إليها

طِرْفَ جِدٍّ لنَيلِها طمّاحا

حسْبُه بالطُروسِ روضاً أنيقاً

يجتَنيها شقائقاً وأقاحا

وكفاهُ من المعاني اللواتي

يجتَليها حِجاهُ روْحاً وراحا

شيمٌ صُوِّرَتْ من السّؤدُدِ المحْ

ضِ فجاءتْ كالماءِ عذباً قَراحا

طُبعَتْ نفسُه على الخيرِ حتى

ليس يعدو الصّلاحَ والإصلاحا

يا هِلالا نَماهُ أكملُ بدرٍ

لست ممّنْ أخشى عليه الصّباحا

من أبي القاسم اقتسَمْتَ صِفاتٍ

زِدْتَ أوضاحَها لنا إيضاحا

مثلَ ما يُنظمُ الحليُّ على الغي

دِ وإن كُنّ كالصّباحِ صِباحا

زمني عندكم حديقةُ عزٍّ

تقتضيني تنزّهاً وانفِساحا

فأنا أقطعُ الزمانَ اغتباقاً

تحت أفنانِ دوحِها واصطِباحا

فرجٌ يا بني أبي الفرجِ اقتدْ

نَ إليّ السرورَ والأفراحا

قد تقضّى الصيامُ عنك حَميداً

شاكراً منك عفّةً وصلاحا

وأتى الفِطرُ سافراً عن مُحيّا

كاد يحكي جَبينكَ الوضّاحا

فتهنّأ به فقد صحّ لمّا

أن رأينا هِلالَ وجهِكَ لاحا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

خلق الإنسان من حمأ

المنشور التالي

أكوكب بشر من جبينك لائح

اقرأ أيضاً

الريل وحمد

الريل وحمدمرّينه بيكم حمد، واحنه ابقطار الليل، واسمعنه دك اكهوهوشمينة ريحة هيليا ريل…صيح ابقهر… صيحة عشك، يا ريل…هودر…