نسخَ الجدُّ مقالَ اللعبِ
ومحا السيفُ حديثَ الكتبِ
وأبان الفضلُ عن أربابِه
فقضى للمجد أوفى أربِ
ومقاديرُ الفتى معروفةٌ
بجدُود لا بجدٍّ وأبِ
وإذا مُدّ لشخصٍ عُمرُه
أبصرَتْ عيناهُ كلَّ العجبِ
ما عهِدْنا النّخلَ لولا هذه
باسقات بثمار اللهب
هطل الغيث لها من فضة
فهي في قنواتها من ذهَب
وكساها الروضُ نوارَ الذُكا
فتثنّتْ ذات بُرد أشقب
كقضيب الملك إلا أنها
قلّدوها بعُقود الشُهُب
تلعبُ السُرْجُ على أرجائها
فتحاكى أنملَ المُرتَعب
بندى آل فُراتٍ غرسَتْ
فسقَوْها بفراتٍ عذِبِ
ولقد أحسَبها ألسنة
هزّها للسّكر خمرُ الطّربِ
ولعَمري لو رأتْها مريم
شغلَتْها عن جِناء الرُطب
وحماها معشرٌ إيمانُهم
فاتكات بضُروب النُوَب
شهدوا بالعدل حتى عُرِفوا
دون ذِكر لهمُ أو لقب
وكل ماضي الخط والحظّ لدى
معرَك خَطب ندا أو خطَب
يا بني كندة أنتم دُرَرٌ
قُلِّدَتْ تيجان صيدِ العربِ
أنا من لخمٍ ولكنْ جارُكم
وحقوقُ الجارِ فوقَ النّسبِ
ولنا أصلٌ نما في يمَن
باسِقُ الفرعِ زكيّ المنصب
وكفاكُم شرفاً أنكُمُ
عندكم ينفَقُ سوقُ الأدب
ولكُمْ في الحرب أفعالُ الظبى
ولكُم في السِّلْم جودُ السُحُبِ
وبسيفِ الدولة البدرِ غدا
مدحُكُم مفتَرضاً في مذهبي
أنطقَ الودّ لساني فيكُم
لقضاء الحقّ لا للطّلبِ
أبتِ النفسُ التي ألزمْتها
ليَ أن أجعل شِعري مكسبي
والقرافات وأنتمْ فخرُها
حملَتْ أغربَ ما في الحقب