خبّراني بهولِ يومِ الفراقِ
أيّ صبرٍ يكون للمُشتاقِ
فلقد أصبحَ الفؤادُ كئيباً
وغدا الدمعُ دائمَ الانسياقِ
وبراني الهوى وبرّح بي الوجْ
د فأصبحتُ ذا حشاً خفّاقِ
بيّن البينُ فقْدَ خَوْدٍ رِداحٍ
كعبةِ الحُسنِ فتنةِ العشاقِ
ودعَتْني فما رأى الطرفُ بدراً
قبلها راكباً ظهورَ العِتاقِ
مِلْتُ إذ ودّعَتْ وقلبيَ في نا
رٍ تلظّى ودمعتي في اندفاقِ
لا رعى الله يوم ودّعَتِني الحِبُّ
وصان الإلهُ يومَ التلاقي
كم جوادٍ ذي مَيعةٍ صرعَتْهُ
مع عزٍّ وقائع الأحداقِ
سقِّ يا أيها السحابُ دياراً
سكنَتْها بوابلٍ غَيْداقِ
سقِّها سقِّ طال ما قد سقاها
فيضُ دمعٍ من هائمٍ مُشتاقِ
يا خليليّ خلّياني فما العي
شُ سوى أن أجوب في الآفاقِ
تارةً أقصدُ الشآم وطوراً
نحو بغدادَ من بلادِ العراقِ
اطلُبِ الفضلَ عند مجتمَعِ الفض
لِ ومُروي الرّفاق بعد الرفاقِ
عند صِنْوِ العدى وغَيظِ المعالي
في اصطباح من شربها واغتباقِ
مَنْ على الحاسدينَ سوطُ عذاب
وعلى القاصدين ذو إشفاقِ
عند نَدْبِ إذا بدا بين قوم
فإليه تطاوُلُ الأعناقِ
ذي عطايا تَتْرى دفاقٍ على النا
سِ وناهيكَ من عطايا دفاقِ
زُرْهُ تسلَمْ من كل سوءٍ وتأمنْ
أبدَ الدهر سطوةَ الإملاقِ
أريحيٌّ مهذّبٌ أصمعُ القل
بِ وفيٌّ بالعهد والميثاقِ
فرّقَ المال في اجتماعِ المعالي
فحوى الاجتماعَ بالافتراقِ
ليس للحافظِ الإمام شبيهٌ
في جميعِ الأقطار والآفاقِ
والذي قال إنه يشبه البدْ
ر مُحالٌ تشبيهُهُ باتّفاقِ
وجهُ هذا يزدادُ نوراً ووجه ال
بدرِ قد جاز فيه حكمُ المحاقِ
أيها الحافظُ الإمام المفدّى
والكريمُ الأخلاقِ والأعراقِ
جُدْتَ حتى طوقتَ جيدَ البرايا
طوقَ جودٍ وليس طوق خِناقِ
أنت أصبحتَ عاشقاً للمعالي
وأراها قليلة العُشاقِ
غلَّقَ الناسُ بابَهُمْ وغدا
بابُكَ والله مجمَعَ الأسواقِ
أنت منا يا أيها الحبرُ في مو
ضع حَبِّ القلوب والأحداقِ
وغداةَ اتّجعْتَ قد ضاقتِ الأر
ضُ علينا كأنّنا في وَثاقِ
والذي لا يغُمّهُ وعَكٌ نا
لكَ والله ما له من خَلاقِ
فدعونا يا سرّنا وتضرّعْ
نا الى مالك الورى الخلاقِ
عش وقاكَ الإلهُ سائرَ أحدا
ثِ الليالي ناهيكَهُ من واقِ
وابْقَ واسلَمْ في العزّ لا زلْتَ يسقي
كَ على حالِه من الغيث ساقِ