حق الأديب لازم لذي الكرم

التفعيلة : بحر الرجز

حقُّ الأديب لازمٌ لذي الكرَمْ

فإن تناسى حقَّه فقد ظلَمْ

أما رآه لم يزل أعنَى الخَدمْ

بالأدبِ الشعريِّ طوراً والحِكمْ

مستملياً من عَرَب ومن عجمْ

مُنحرِفاً عن كلّ كسبٍ يُغتنمْ

حتَّى إذا ما قام في شخصٍ عَمَمْ

من أدبٍ ذي قيمةٍ تعلو القيمْ

باتَ الخليُّ نائماً ولم ينمْ

فتّاق أرتاقٍ وغوَّاصَ حُوَمْ

بل بات يمري فكره تحت الظُّلمْ

مريَ أنوف البهم أطراف الحُلَمْ

بمِدَحٍ أحسن من نشر الرممْ

أو من شباب ناشئ بعد هرمْ

أو من شفاء طاردٍ ضيفَ سقمْ

أو نعمٍ ملبوسة بعد نقمْ

أو من ثغورٍ واضحات تبتسمْ

أو من صدور كاعبات تُلتزَمْ

أو من ثُدِيّ ناهداتٍ تُستَلمْ

أو من تناغي النَّقرات والنغمْ

بين رياض أقلعتْ عنها دِيَمْ

وأعقبتْها بعدها عُقبى رَهَمْ

أَرضعَ فيها الغيثُ شتّى ونظمْ

بكى على عابسها حتى ابتسمْ

ذو غُمة ضامنةٍ كشفَ الغُممْ

مُتَّصل الإيماض رجَّاس الهزمْ

قصائد نُظمْن كالدُّر التُّوَمْ

مثلَ التلاقي واقعاً بعد الندمْ

أو من هُدوّ بعد إقلاقٍ ألمّْ

كأنها من كلّ قلبٍ تُنتظمْ

يخْترمُ الدهر وليست تُختَرمْ

ألَّفها ذو طَبن وذو فَهَمْ

وسُهمة في الفكر ليست كالسُّهَمْ

مُؤتَمنٌ في علمه لامتّهمْ

يُلقَى إليه سَلَمٌ بعد سلمْ

مُعوّلاً على كريم ذي نعمْ

متَّكلاً فيما بنى وما نظمْ

وما رجا من الأُحاظي والقِسمْ

على كريمِ حرب لا سلمِ نَغَمْ

مُستحسنِ الشاهد محمود الشّيمْ

منخفضِ النظرة طمَّاحِ الهممْ

حلاَّه من جوهره الغالي القيمْ

وهّابُ أمداحٍ لوهَّاب نعمْ

يأمُل أن ترعَى له تلك الحُرَمْ

وأن تثاب بالغنى منه القدمْ

ما حقُّ هذا دفعهُ إلى العدمْ

حكَّمتُ فيه قاسماً نعم الحَكمْ

بَخْبِخ لشمس الأوْج لا نارِ الظُّلمْ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ولقد يؤلفنا اللقاء بليلة

المنشور التالي

لم يبكني رسم منزل طسما

اقرأ أيضاً