يا رجلا أوفى على كل رجل

التفعيلة : بحر الرجز

يا رجلاً أوفى على كلُّ رجلْ

يا مَنْ متى تُقَصِّر الناسُ يَطلْ

يا مَنْ غدا يسلك في أهدى السُّبل

يا ذا الأيادي والسحابات الهُطُلْ

ما بالُنا نُجْفَى على رُخْصِ الرُّسلْ

عندكم وما شُغلتم بشُغُلْ

لا بأسَ إن كان صفاءٌ لم يَحُل

حاشاكمُ غدرَ بني الدنيا المُلُل

أنَّى تزولون ونحن لم نَزُل

كيف يكونُ النقصُ أوْلى بالكُمُل

وبهجةُ الزينةِ أوْلى بالعُطل

أو ينكُلُ الماضونَ أو يمضي النُّكل

أو يغفلُ الأذكونَ أو يذكو الغُفل

أقسمتُ لا تفعل إلا ما جَمُل

وكُنتُم قِدْماً بني وَهب فُعُل

كلَّ فعالٍ لا يراه مَنْ نَذُل

بل مَنْ علتْ رتبتُه ومَنْ نبل

لم يأتكُم من دُبرٍ ولا قُبل

ولا عن الأيمانِ منكمْ والشُّمل

ولا مِنَ العُلو ولا مما سفُل

لومٌ ولا لؤمٌ ولستُم بالعُجُل

ولا لنُعْمَى عن وليّ بالنُّقل

ولا على الضارعِ بالأُسد البُسُل

لكم عن الحاسرِ أظفارٌ كُلُل

لا تعرفُ البغي وأنيابٌ فُلُل

إنك إن ناقشتني ولم تؤُل

إلى مُساهاةِ المساميح البُذُل

وملتَ عنّي وعدلتَ في العدل

وضعتُ خدّي ضارعاً ولم أصُل

ولم أُهزهزْ حَربتي ولم أَجُل

حرْبُك لا يشهدُها المرءُ الفُضُل

لا سيما مَنْ دقَّ جدّاً وضؤُل

بل مَنْ علتْه دِرعُه ومن جَزُل

وما جِمالي للفراق بالذُّلل

بل هي عن ذاك وثيقاتُ العُقُل

وعن سبيلِ عاندٍ عنك ضُلُل

وهي إذا أمَّتك أطلاقٌ ذُمُل

نوازعٌ لا يتَّرِعنَ للجُدُل

فأينَ لي عنكَ أقلني أو فقل

حمّلتني ما ليس في وسعِ البُزُل

نهضٌ به ولم أخُن ولم أغُل

لا هَوْلَ إن صَدُّكَ عني لم يهُل

تلك التي تُبدي المشيبَ في القُذُل

سُمْ مثل ما قد سُمتني من لم تَعُل

ولا تُناقش من له فيكَ أُكل

واعفُ ودع لؤمَ القرى لمن رذُل

قد كان عندي طيّباً من النُّزل

ذاك التحفّي فأعِدْهُ إنْ سَهُل

بل في المعالي حملُهُ وإنْ ثَقُل

وليس أخلاقُكَ بالجُنْد الخُذُل

المستعينين بها ولا الجُهل

لا تجعلنّي عِظة مثلَ الفُتل

تُضيءُ للناسِ وهم فوق المُثل

محترقاتٌ للمفاريح الجُذل

أيُّ امرئٍ وازنتَهُ فلم يَشُل

قُلنا ولو نصبرُ عنكمْ لم نَقُل


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أصبحت بين خصاصة وتجمل

المنشور التالي

يا ابن يحيى غدرت غدرا مبينا

اقرأ أيضاً