أنت فوق التكريم فوق الثناء

التفعيلة : البحر الخفيف

أنت فوق التكريم فوق الثناء

جلّ ما قد أسديت عن إطراء

يا عظيم الشؤون جلّت شؤون

أنت منها في الذروة الشماء

يا عظيم الأوقاف جلت أمور

عرّفتنا مواقف العظماء

لم نكرمك للوزارة والمنصب والمجد والسنا والرواء

نحن قوم نهيم بالرجل الكامل يمضي للأمر دون التواء

الرحيب الصدر القوي على الخطب السريع الهدم السريع البناء

قد رأيناك كالمنار المعلى

مثلاً للقوي في الأقوياء

ورأيناك في الرجال فريداً

فاقتفينا خطاك أي اقتفاء

وحببناك ما بنا من نفاق

لا ولا في قلوبنا من رياء

أي وربي لأنتَ من صور الماضي ومجد الجدود والآباء

وجلال الصعيد والملك في الوادي عزيز البنود ضافي اللواء

قد ينام التراث جيلاً فجيلا غافياً في مجاهلٍ خرساء

وتنام الروح العريقة في المجد لتبدو في طلعة سمراء

فتراها مصرية السمت والقوة والعزم والحجى والمضاء

قسماً قد غفا الجلال ليصحو

من جديد في وجهك الوضاء

أيها الكوكب الدؤوب على الدهر بلا فترة ولا إبطاء

تصنع الخير واضحاً شبه نجم

ساكب نوره بعرض الفضاء

وتؤديه خافياً مثل نجم

مستسر خافٍ خلال السماء

غير أن النفوس تعلم مسراه وإن كان ممعنا في الخفاء

وعظيم الفعال يجمل بالإفصاح عنه كالسيف غب الجلاء

ما جمال الربيع في الروض إن لم

يشد طير في الروضة الغناء

ما جمال السماء والبدر إن لم

يشدُ سار في اليلة القمراء

واضياع النبوغ في مصر إن لم

تتحدث منابر الخطباء

واضياع النبوغ في مصر إن لم

يَك تخليده على الشعراء

طاقة الشعر طاقة الورد معنى

جلَّ قصداً وقلَّ في الإهداء

لست تجزى به أقل الجزاء

فتقبله آية من وفاء

كيف ننساك والعفاة على بابك حشد يموج بالبأساء

الشريد الطريد والعامل المرهق يشقى من صبحه للمساء

وبيوت هي العريقة في الأمجاد صارت عريقة في الشقاء

لم تطق أن ترى دموع اليتامى تترامى على أكف السخاء

والأيامى كالكأس بعد الندامى

ذكرت حظها من الصهباء

وقف الدهر دونهم كل باب

طرقوا صم عن ذليل النداء

غير باب من المروءات سمح

لك ما ردّ مرة عن نداء

انظر الحفل داوياً بالدعاء

وانظر البحر زاخراً بالنداء

أنت ورد النبوغ جادت به الدنيا لقوم إلى المعالي ظماء

كلما أطلعت لهم عبقرياً جعلوا منه معقداً للرجاء

حمدوا فيك يومهم واطمأنوا

مشرئبين للغد المترائي

كيف ننساك في المحاماة حراً

طاهراً ذيله عفيف الرداء

وقف المجلس المحير يوما

مرهف المسمعين بالإصغاء

إذ يرى فيك نائباً وخطيباً

دامغاً بالحقيقة البيضاء

مفعماً مقحماً قوياً جريئاً

ماحقاً للخصوم والأعداء


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

كيف أنسى زمناً كنت به

المنشور التالي

قل لوزير الحق وهو الذي

اقرأ أيضاً