لمقامك التعظيم والتبجيل

التفعيلة : البحر الكامل

لمقامك التعظيمُ والتبجيلُ

ولشخصِك التكريمُ والتفضيل

وبنور طلعِتك البهية تزدهي ال

عليا كأنك فوقها إكليل

وبكل أرض قد وطأت أديمها

دينُ الإله بنصره مشمول

لاحت على البلقا لعزك رايةٌ

خفقت لها فوق الحجاز ذيول

نَصرٌ من الله العلي مؤَيَّدٌ

بالرعب رفرف فوقه جبريل

فَتحٌ مبين فيصلٌ بين الهدى

والغيِّ إذ كادت بناه تطول

لله إذ أنشاك سرُّ ارادةٍ

فيها لعزةِ دينهِ تأويل

لم يعطِكَ العليا وأنت محلُّها

إلا وجلَّ بأن يعز كفيل

فأقمتَ للإسلام سورَ حمايةٍ

لمعالم من قبل هُنَّ طلول

وأهبتَ بالقوم النيام فبادروا

وكأنما لهمُ الجهاد مقيل

ولقد قضوا حِقَباً يقاتل بعضُهم

بعضاً وسترُ ضَلالهم مسدول

وهناك حكام غفت أجفانهم

والكل في أهوائه مشغول

والجهل سُمٌّ للشعوب كأنه

لحياتها إن عم عزرائيل

فجمعتَ بالإسلام كلَّ فلولهم

فكأنهم بالاجتماع قبيل

ونهضتَ بالعرَب اُلأولى ملكوا الورى

ليعودَ منهم ذلك التمثيل

الله يشهد أنَّ نجدَ وما وَلَت

بك للديانة ملجأ مأهول

أجزيرةَ العرَبِ اذكري ما قد مضى

بك أَيِّم تشكو الأسى وثكول

ومحارمٌ فقدت أعزَّ عزيزها

ومسافرٌ قد ضاق عنه سبيل

واليوم فيك العدلُ أضحى ضارباً

أطنابَهُ ومن الهدى قنديل

ومن الشريعة فيك أعذبُ موردٍ

والبغيُ مَع أحزابه مخذول

والأمن روحُ العيش أضحى شاملاً

والعدلُ أُسُّ الملكِ فيك يجُول

وغدت مروجُك ناضراتٍ بعدما

قد كان فيها للخراب ذبول

فمن العيونِ على المروجِ تَرقرُقٌ

ومن الطيور على الغصون هديل

والعدلُ في حفظِ النفوس وما لَها

ببقاء مولانا الإمام كفيل

فاللّهُ لما شاء حفظَ حدوده

أعطاه ملكا في ذراه يطول

وله تعالى كلَّ ما غفل الورى

وعليك ظل العدل منه ظليل

وله البلاد تهللت أرجاؤها

فرحاً عظيما عَرضُها والطول

وبَدت سريراتُ الورى بسرائر

بَسَمت ومنها للورى ترتيل

هو منقذ الإسلام من شِرك العدى

عبد العزيز الصارم المسلول

وهو الإمام ابنُ الإمام المرتضى

مَن لِلأئمَة وارث وسليل

عنوانُ مجدِ العرب منقذ عزهم

بوقائعٍ غُررٍ لهنَّ حجول

ولقد حوى مجدينِ مجدَ أصالة

بذراعهِ والمجد منه أصيل

خلقان ما جمعا بفرد مثلهِ

وبمثله الدهر العتيد بخيل

مجد علا عن كل مطمعِ عابثٍ

حتى يُردَّ وبأسه مفلول

لم يُخِفهِ بأسُ الخديوي وجيشُهُ

متسلسل من مصره موصول

فأعاد كرته الزمانُ فلم يكن

شيئاً وسيف المجد بعد صقيل

وبحائل نفخ الطريد بقرنه

صوتاً صداه للحروب طبول

إذ ما بدا جبار حائل واقفاً

وعلى يديه للدماء مسيل

فأتى الأسودُ إلى الرياض يقودهم

عبد العزيز الفيصلُ المصقول

فأذاق عجلانَ الهلاكَ ولو درى

ماذا لفضل إنه معزول

ظن الرياضَ هي الرياضُ وما درى

أنَّ الرياض بجانبيها الغيل

وفريسةُ الضرغام في غاباته

دمها وإن غالت به مطلول

تعب ابنُ متعب في جني آماله

إن الأماني شأنها التضليل

لم تغن عنه شمر ولكم فنى

منهم شباب في الوغى وكهول

ثم استجاش الترك حين أضلهم

لجيوشهم وسط القصيم فلول

حتى قضى بيد الإمام وكل من

قَتل البريء فإنه مقتول

وأعاد ربُّك للممالك أهلَها

وفضالُ رب العالمين جزيل

وكأنما باغي الحجاز ببغيه

حسب التأني العجزَ وهو ضليل

والحلم عند ذويه أكبر نعمة

ولدى سواهم قَدرُهُ مجهول

ظن السراب من الأماني منهلا

والجيش غايته ظبىَّ وصهيل

أعطى نضارَ الإنكليزِ لمعشر

متشردين وبأسهُم محلول

وأتى ليفتح نجدَ في آماله

والرعبُ رائدُ والضلال دليل

فرأى بتربة كيف تلتهب الوغى

وهناك يدري الفاضل المفضول

وهنا بدا حلم الإمام مجسماً

من قال إنَّ الراسيات تميل

كبتَ العدوَّ وآب وهو مظفر

فوق الكواكب مجده محمول

خاب الأولى ظنوه بالصاع الذي

كالته أطماعُ الحسين يكيل

ما آب من جزعٍ ولا من ذلة

لكنه للاتفاق يميل

ولقد تنازل حين مدَّ أكفه

بودادِه أنَّ الكرام تُقيل

وأقام مؤتمر الكويت لكي يرى

هل للهدى بين الغرور سبيل

فرأى المطامعَ كأسُها مملوءةٌ

بالضغط من نَفخِ العدو تسيل

والمسلمون أكفهم مرفوعة

ودموعهم في المحجرين تسيل

والسيل قد بلغ الزبى لزعانف

إنَّ الحليم عليهم لجهول

فاحتلَّ سيفُ الله ساحة أرضه

برجالك الآساد حين تصول

والله ثم المسلمون جميعُهم

قد خولوك وحقك التخويل

من بعد ما كن الحجاز منابعاً

للدين منذ أتاه اسماعيل

حرماً ومهداً بالحنيفة آهلاً

برسائلٍ يتلو الرسول رسول

جاءت من التاميز فيه دفعة

وجرت على الإسلام منه سيول

مطر إذا جادت سحائبُ ودقه

فنباتُهُ ذل عليه خمول

وتغيب شمس الدين تحت غيومه

مكسوفةً يتلو الكسوف أفول

ومنابت الزقوم يزهر عودها

وثمارها التضليل والتدجيل

فالإنكليز هم السموم ولو حلوا

طعماً فإن ختامهم لمهيل

فعداوة مطلية بصداقة

ومواعد لوفائها تعليل

ومفاوضاتٌ جُلُّ مقصدهِم بها

فُرَصٌ تصيع ووقتهن يطول

أكلوا العباد بحجة نحوية

نَسجُ العناكبٍ عندها مفتول

قد بدلوا الألفاظ عن مدلولها

ليجوز فيها المسخ والتبديل

فهم الصديق إذا المصالح تقتضي

ومتى انقضت فهم العدو الغول

لا يرقبُون لمؤمن عهداً ولو

أمضاه منهم قائد ونبيل

بذروا فأنبتت الحجازُ معمماً

نبذ الاخاء كأنه قابيل

جعل الحجاز وما يليه مسرحاً

لمطامع منها البلاء يهول

أغراه مكماهون في أسلوبه

حلم رآه وإنه لجميل

العالم العربي تحت لوائه

والمسلمون لأخمصَيه ذَلول

إن الحسين ومثلُه أبناؤه

خطر على المجد التليد وبيل

أضحوا معاول في أكف عداته

فيما بناه فاتح ورسول

لورنس بينهم مليك آمر

لم يبق إلا التاج والإكليل

باعوا البلاد بصفقة مغبونة

وكفاهمُ اسمٌ في البلاد ضئيل

جعلوا كحكام الطوائف عبرة

ليراهم بالعين هذا الجيل

لو حاولوا ما يدعون لوحدوا

دولا لهم مجموعهن قليل

فيم السكوت وسيف هديك مصلت

وشعاره التسبيح والتهليل

ولواؤك المنصور فوق قناته

وله المهيمن ناصر وكفيل

ولديك للإخوان من لا ينثني

وكأن في الرجلين منه شكول

بعزائم دعمت على إيمانهم

يرتد عنها الضد وهو كليل

لم يجمع الجبارُ بين قلوبهم

إلا ليهلك معتد وضليل

ضمت جموعهم العظيمة كثرة

ما ضمه في جانبيه الفيل

بجحافل يتلو الخميس خميسها

وفوارس يقفو الرعيل رعيل

لا ينظرون إلى الوراء يزحفهم

حتى يعود الصعب وهو ذليل

آساد غاب أم حَمامُ مساجد

خشعت أمام الله وهي تصول

هذي جنود الله أنَقذَ بيته

بهم فقد عم الأنام ذهول

أنقذهم إذ أنت عن إنقاذهم

لله إذ ولا كهم مسؤول


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

اهل افغانستان

المنشور التالي

فعالك تسهتوي القلوب فتطرب

اقرأ أيضاً