أمل تدركه العين وأين

أَملٌ تدركه العينُ وأيْنْ

بعد إِدراكِ المنى قرّة عَيْنْ

صورةٌ من صور الله التي

خلصتْ من كلِّ تحريفٍ ومينْ

فطرةُ اللهِ التي ما شابها

في كريم الخلقِ والأَخلاق شَيْنْ

مصحفٌ لله خطتْ يدُهُ

للبها والطهر فيه آيتين

زِينة العيشِ وسلواه فما

أَبغضَ العيشَ بلا سلوى وزين

ساعدٌ يسعد، عونٌ يُرتجى،

خلفٌ تحيا به إِنْ حانَ حين

شاءَ أَن يبدع من صوّره

فبراه متعةً للناظرين

حقُّ آبائِكِ في إِحسانهم

لك ما لم تقضه نجلك دين

ولد المرءِ إِذا أَنصفته

وتدبّرت مربي الوالدين

هل أَبٌ إِلاّ له في طفله

عطفُ عثمانَ وعدلُ العمرين

ولدي! شطرَ فؤادي إِنما

بك أَنشا اللهُ خلقي مرتين

كان لي قبلَكَ نفسٌ فإِذا

أَنا مذْ أَهللتَ أَحيى باثنتين

يا صغيراً عزّزَ اللهُ به

مدداً منه لديّ الأَصغرين

لكَ عندي نِعَمٌ أَيسرها

طاهرُ الحبِ وعطفُ الأَبوين

هشَّ لما طفّلته أُمه

ودنا من وجهها بالراحتين

حار ما بينهما شوقُهُما

قبلةٌ تجزيه عنها قبلتين

من رأَى (عيسى) يناجي (مريما)

أَو رأَى (الزهر) يناغيها (الحسين)

وإِذا ما عبستْ في وجهه

عبثاً أَو دفعته باليدينَ

جَمَعَ الأَنفَ وضمَّ الشفتينْ

وَزَوى اللحظَ وبَيْن الحاجبين

وجرتْ مع نَفَسَيْه غنةٌ

ولوى الجيدَ وهزَّ المنكبين

وبدا الغيظُ ولو دافعه

والحيا في وجهه ممتزجين

لجَّ بي فرطُ حناني فأَنا

من بكاءٍ وابتسامٍ بينَ بين

بسمةٌ حيرى أَطافتْ بفمي

حينَ حارتْ دمعتي بالمقلتين

سنةُ البدرِ أرى في وجهه

وبعينيه ائتلاق الفرقدين

خلتُ سنيّه عَلَى لثّتهِ

في سوارٍ من عقيقٍ درّتين

أَشقرُ الشعر عَلَى جبهته

طرةٌ من ذهبٍ فوقَ لجين

ما عَلَى الناظرِ لو عوّذه

بالمثاني السبع أَو بالسورتين


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ما له في عظم الشأن قري

المنشور التالي

تعالى المبدع القدس

اقرأ أيضاً