كأن القنا والمشرفية بالضحى

التفعيلة : البحر الطويل

كأنَّ القَنا والمَشْرفيَّةَ بالضُّحى

لدى مأزقٍ غابت بصبحٍ كواكبهْ

تُصَرِّفها أبطالُ وِتْرٍ تَرفَّعوا

عن الشَّنقِ المرذول والعار صاحبه

أبَوْا غير ضربٍ في المفارق أرْعلِ

وطعنٍ كولْغ الذئب تدمى ثعالبهْ

سُطا شرف الدين الوزير وعزمهُ

على الأمر أعْيا القادرين مطالبُهْ

همامٌ كنصل السيف ندبٌ إِلى العلى

جزيلٌ أياديهِ كثيرٌ مَناقبهْ

اذا شطَّ مأمولٌ من المجد والعُلى

حوتْهُ له أقلامهُ وقواضِبهْ

فماضٍ وهاماتُ الرجالِ غُمودُه

وجارٍ وساحاتِ الطُّروسِ مذاهبه

تبارى اليهِ عند سَلْمٍ ومَعْركٍ

حميديْنِ منه كُتبهُ وكَتائبهْ

اذا بخل الجون المُسفُّ بودقْهِ

على مُسْنتٍ أغنتهُ عنه رغائبهْ

طليقُ المُحيَّا يسبق البشر جوده

وتتبعُ حُسْنَ الاِعتذارِ مواهبه

كأَنَّ نديَّ الحي عند حديثهِ

مُعرَّسُ داريٍّ تُفضُّ حقائبُهْ

فلا ناشِقٌ اِلا جَوادٌ وباسِلٌ

تَهزُّهُما أخلاقهُ ومذاهبهْ

فتىً طابَ ميلاداً وطابَ غريزةً

وطابت مساعيه وطابتْ مكاسبهْ

فجاء كغمرِ الماء يُرْدي مُزحماً

ويُسْبحُ عوَّاماً ويلْتذُّ شاربه

يُجاهرُ بالضرب العنيفِ بَسالةً

ويكْبُرُ قدراً أنْ تدبَّ عقاربُهْ

أَبو جعفرٍ غرس الخلافة مصطفى الا

ِمامةِ هادي كل مجدٍ وغاربُهْ

أباحَ ظلامَ الليلِ والحَظِّ جودُه

ونورُ مُحيّاهُ فزالتْ غَياهبُهْ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

الشعر ما علم العلياء واكتسبت

المنشور التالي

يا فارس الهولين عم رداهما

اقرأ أيضاً