رأيتُ هَدايا الأرضِ دونَكَ قدْرُها
فأهْدَيْتُكَ العِلْمَ الذي جلّ قدْرُهُ
عُيوناً منَ الأخْبارِ والأدبِ الذي
تضوّعَ مسْراهُ وأيْنَعَ زهْرُهُ
ودُرَّ ثَناءٍ منْ عُلاكَ انْتَخبْتُهُ
ومنْ عجَبٍ يُهْدى الى البحْرِ دُرُّهُ
بَلَوْا خُلُقَ الدّنْيا رخاءً وشدّةً
وجرّبَهُمْ حُلْوُ الزّمانِ ومُرُّهُ
فَما منْهُمُ مَنْ ضاقَ بالرّوْعِ ذرْعَهُ
ولا مَنْ تَعاصى في الشّدائِدِ صَبْرُهُ
وقاموا بأمْرِ الله إنْ دهَمَ الرّدى
تكنّفَهُمْ عضُدُ الإلاهِ ونصْرُهُ
فدونَكَ منْ أخْبارِهِمْ كلَّ رائِقٍ
يَطيبُ على التّرْدادِ والعَوْدِ ذِكْرُهُ
وكمْ طُرْفَةٍ أوْرَدْتُها وغَريبةٍ
يُحَلّى بِها في مجلسِ المُلْكِ نحْرُهُ
هديّةُ مقْصورٍ عليْكَ اعْتِمادُهُ
وخِدْمةُ عبْدٍ مخلِصٍ لكَ صدْرُهُ
وسمّيْتُها منْ بعْدِ ما أسْألُ الرِّضى
لَها طُرْفَةُ العَصْرِ الذي بكَ فخْرُهُ
وإنّي وإنْ أطْنَبْتُ فيكَ لَقاصِرٌ
ومَنْ بلغَ المَجْهودَ قد بانَ عُذْرُهُ